وائل عقبي يكتب | مصر والأحزاب السياسية

0

ظهرت العديد من الأحزاب والحركات السياسية بعد ثورة 25 يناير وهذا نتج عن الكبت السياسي داخل الشارع المصري فترة ما قبل 25 يناير وكان له تأثير واضح فأصبح الشعب المصري متابع ومشارك جيد في الاحداث السياسية 

ومن منطلق الحرية السياسية التي تشهدها مصر خلال هذه الفترة فقد أصبحت فكرة انشاء حزب سيأسى ليس بالصعب وهذا أدى الى تعدد الأحزاب وكان لهذا التعدد أثر بالغ الأهمية في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية داخل المجتمع بإيجابياته وسلبياته

فجاءت فكرة الأحزاب على يد الزعيم الراحل مصطفى كامل مؤسس الحزب الوطني عام 1907 وكان هدفه مقاومة الاستعمار عن طريق تكوين كتلة من المجتمع تحت راية حزب معلن للشعب المصري وفى أطار قانونى يسمح له بممارسة حقوقه السياسية والتحدث باسم أعضاء الحزب امام القيادات السياسية والاستعمار

وظهرت فكرة الحزب الواحد بقوة في عصر الرئيس جمال عبد الناصر عن طريق الاتحاد الاشتراكي الذي سيطر على الحياة السياسية بشكل منفرد وذلك لثقة الشعب في رئيس الحزب الممثل في شخص الرئيس عبد الناصر والذي كانت وجهة نظره ان الدولة في فترة حرب ولن تتحمل صراع داخلي من خلال الاحزاب فكانت فترة عصيبة للأحزاب حيث فقدت القدرة على العمل الحزبي وقتها وعدم القدرة على الانتشار داخل المجتمع المصري

غير الرئيس محمد انور السادات الفكر والسياسة القديمة وظهرت في عهده التعددية الحزبية وذلك ليعلن للعالم ان مصر أصبحت منبع للديمقراطية وتكونت العديد من الأحزاب في تلك الفترة وكانت سبب في تهدئة الاحتقان داخل الشعب المصري ولكن هذا لم يستمر طويلا انفجرت الأحزاب وزاد الاحتقان ضد القيادة السياسية لرفضهم توقيع معاهدة كامب ديفيد والذي اثارت جدلا عارما في تلك الفترة

و أعاد الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك الحياة السياسية الى سابق عصرها في عهد الرئيس عبدالناصر عن طريق الحزب الوطني الديمقراطي فقد هيمن بصورة كاملة على الأمور السياسية وكانت فترة الحزب الواحد وهذا اثر بشكل سلبى على الشارع المصري في تلك الفترة حتى 25 يناير التي فتحت الباب مرة أخرى الى التعددية الحزبية فظهرت الأحزاب ذات الطابع الإسلامي والعلماني والليبرالي ولكن لم يستمر الامر سوى فترة قصيرة وسيطرت الأحزاب الإسلامية على المشهد السياسي مما اثار غضب جموع الشعب الذى استشهد منه العديد من اجل القضاء على ظاهرة طغيان فصيل واحد على المشهد بأكمله فقامت ثورة 30 يونيه لتصحيح المسار

وشهدت مصر عصر جديد وفكر جديد تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فكانت الرؤية الاستراتيجية والتوجيهات المباشرة للقيادة السياسية واضحة وهي دعم كافة الأحزاب للقيام بدورها الخدمي لصالح المواطن المصري والمساهمة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحققت القيادة السياسية أهدافها بتحقيق الاستقرار الأمني والوصول الى تفاعل سياسي غير مسبوق والاستفادة من الأحزاب الفعالة في استقطاب كوادرها للمساهمة في بناء وتنمية المجتمع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.