وليد عبدالعال محمد السيد يكتب | ليس فصل عنصري ولكن احتلال

0

الفصل العنصري في معناه هو سياسة تعمل على التمييز والفصل بين فئات مختلفة ويتنج فعل تحديد فرص السكن والتوظيف والفعاليات الاجتماعية، ولكن إذا غاب عن سياسة الفصل صفة الالزام في المرافق العامة ومناطق السكن فذلك لا يعتبر فصل عنصري وذلك ما يحدث مع إسرائيل، حيث افشال مشاريع التنمية بهدف الاستيطان والتوسع وهذا يدل على أن سياسة إسرائيل ضد الفلسطينيين تعتبر سياسة احتلال قمعية وليس فصل عنصري.
يعيش اكثر من ٦٠٠ الف يهودي في ١٤٠ مستوطنة وبالتحديد في مدينة القدس والضفة الغربية، ومعظم هذه المستوطنات غير قانونية وفقا للقانون الدولي ويتمتع الإسرائيليين بكامل الحقوق في هذه المستوطنات، ولكن تعتبر إسرائيل الفلسطينيين مجموعة عرقية من درجة أدنى، إضافة إلى أن هناك منظومة في إسرائيل تنكر حق اللاجئين الفلسطينيين المقيمين خارج فلسطين في حق العودة إلى حيث ينتموا بحجة ان هذا سيغير الواقع السكاني في إسرائيل، وحذر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري عام ٢٠١٤ من أن تصبح إسرائيل دولة ذات نظام فصل عنصري، إضافة إلى إصدار تقرير من قبل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا متضمن الممارسات الإسرائيلية تجاه فلسطين وقضية الفصل العنصري، واتهمت اللجنة إسرائيل بأنها تتخذ الفصل العنصري في التعامل مع الفلسطينيين.
تنص المادة الثانية من المعاهدة الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري عام ١٩٧٣ والتي تطبق هذه السياسة على ممارسات العزل والتمييز والتي مورست في الكثير من الدول مثل جنوب افريقيا، حيث هيمنة فئة معينة على فئة أخرى والأفعال اللاإنسانية التي ارتكبت، وكذلك ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين والهدف الأساسي منه هو الحفاظ على إسرائيل كدولة ذات سيادة، مستخدمة “سياسة الأراضي” وهذا ما يمنح كل اليهود للعودة إلى إسرائيل ممتلكين الجنسية الإسرائيلية وكافة الحقوق بغض النظر عن دولتهم الام، ولتحيق هذا الهدف سوف يحرم الفلسطينيين اللاجئين من حقوقهم في العودة إلى وطنهم، وكل هذا دليل على ان هذه السياسات تعتبر سياسات احتلال وليس فصل عنصري فقط.
ويعتبر ما تقوم به إسرائيل في فلسطين من حظر استئجار وشراء المنازل من قبل الفلسطينيين في الأحياء اليهودية دليل على أن سياسات إسرائيل ليست فصل عنصري، كما أن يقوم الفلسطينيون بنفس السياسة ويعتبرون اي بيع لليهود جريمة عقابها الموت، وفي الحقيقة ان اتهام إسرائيل بأنها دولة ذات نظام فصل عنصري لا يخدم القضية الفلسطينية، بل يصرف الأنظار على انها دولة احتلال، كما يطالب الفلسطينيون الأن وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وليس إنهاء سياسة الفصل العنصري.
ولعل ما تقوم به إسرائيل الأن من دعوة كافة الإسرائيليين على مستوى العالم حرية القدوم إلى وطنهم الأم في إسرائيل, ولقيت هذه السياسة اعتراضا من العديد من الصحف على مستوى العالم, لان ذلك سيجعل اسرائيل تسعى إلي ضم المزيد من الاراضي الفلسطينية وتطهير الفلسطينيين من أراضيهم التي تخضع للاحتلال الإسرائيلي, وإن دل ذلك فإنما يدل على أن سياسة اسرائيل في فلسطين احتلال وليس فصل عنصري.
ومن الأراء حول سياسة الاحتلال التي تقوم بها إسرائيل في فلسطين أنها قامت على عدة مراحل أولها الفصل العنصري ثم تطورت حتى أصبحت احتلال، وأن ما تقوم به إسرائيل مع الفلسطينيين هو فصل عنصري، أما الذي تقوم به تجاه الأراضي الفلسطينية هو احتلالا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.