وليد عتلم يكتب | رسالة للعالم

0

في القواميس والمعاجم؛ “تَخْويف” تأتي بمعنى تَفْزيع، إلقاء الارتباك والاضطراب في الرُّوح. وهي مصدر خَوَّفَ،  حَاوَلَ تَخْوِيفَهُ: أَيْ إِرْهابَهُ، تَفْزِيعَهُ، وخَوَّفَ كفعل، أي خوَّف فلانًا: أخافه، جعله يخاف، فزّعه، أرهبه، والــ “تَخْويف” تعني الترهيب، أي من الإرهاب.

هذا ما يحدث الآن؛ يتم إخافتنا، ترهيبنا، وإرهابانا. يتم إخافتنا من قول كلمة حق في حق إنجاز، أو الفخر به، يتم إخافتنا من المستقبل باستخدام محددات واقع مأزوم عالمياً وليس مصرياً فقط، يتم إرهابنا بالتشكيك في كل حدث، وكل كل فعل، حتى تأييد الوطن يتم إخافتنا منه.

على مدار الأيام الماضية، تلقيت العديد من النصائح من الأصدقاء ومن غير الأصدقاء تتعلق بـــ (عدم التمادي في التأييد) على حسب قولهم، والحفاظ على منطقة رمادية باهتة حيادية، وعلى حسب نصيحة الناصحين أيضاً، فلا أحد يعلم ما تحمل الأيام القادمة، ومن الأفضل ألا تحسب على أحد!!!

لا حياد أو مهادنة في تأييد الوطن؛ تأييد الوطن فرض عين واجب على كل مصري وكل مصرية تحت سماء هذا الوطن. وشرف أن نحسب من المؤيدين للوطن ولقيادته الوطنية، على أن نكون في خانة المشككين.

هذا ما نجحت فيه تلك الحملات؛ بث الخوف والترهيب من المستقبل، والأسوأ من ذلك، أن نبلغ حد الخوف من إعلان تأييد الوطن، وأن نتوارى خجلاً من ذلك، وذكرتها في مقال سابق، فإنه “ليس عيباً أو ذنباً ذكر محاسن الوطن، ذكر محاسن الوطن ليس مبعثاً للخجل، بل الفخر كل الفخر أن يفخر شباب مصر وأبنائها بها، وبما تحقق من إنجاز يشهده القاصي والداني، بل يشهد له المعارض قبل المؤيد، والكاره قبل المحب، وإن كنا لا نرى كارهين سوى أهل الشر الذين تمرست عاداتهم السيئة التي يمارسونها منذ 100 عام. والخجل يجب أن يستحقه من يقلل مما يتحقق، وليس من يفتخر بإنجازات وطنه وقيادته”.

مصر ماضية في طريقها نحو جمهورية جديدة؛ أساسها التوافق والمساحات المشتركة، انتهى الحوار الوطني بتوصيات تعالج عديد التحديات؛ سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وتؤسس لحقبة جديدة قائمة على ديمقراطية التشاور والتشارك.

الأحزاب السياسية الأكثر تمثيلاً في البرلمان، وعلى رأسها كل من حزب مستقبل وطن، وحزب حماة الوطن أعلنا دعوتهما ودعمها للرئيس عبد الفتاح السيسي الترشح لفترة رئاسية جديدة. كما أن حزب الشعب الجمهوري أعلن ترشيح النائب حازم عمر، وحزب الوفد أقدم الأحزاب السياسية المصرية أعلن ترشيح رئيسه الدكتور عبد السند يمامة لرئاسة الجمهورية، في إطار استحقاق انتخابي محكوم بضوابط دستورية وقانونية، مشاركة الأحزاب الكبرى هو الدليل الأكبر على مدى انضباط العملية الانتخابية وجديتها. لكن الرد الأبلغ على حملات التخويف والترهيب، وكذلك حملات التشكيك؛ هو المشاركة الواسعة من عموم المصريين في هذا الاستحقاق الانتخابي المهم، والذي سيكون محط أنظار العالم، فلنرسل رسالة جديدة للعالم، بعد رسالتي 30 يونيو، ورسالة تفويض مجابهة الإرهاب. رسالة مفادها مدى تماسك المصريين والدولة المصرية في مواجهة مخطط الإشاعات والمؤامرات، وحروب الإعلام الهجين الموجه.

حفظ الله ومصر وشعبها العظيم، وقيادتها الوطنية، وجيشها وأرضها من مكر الماكرين، وحقد الحاقدين، وطمع الطامعين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.