ياسر محمد حجازي يكتب | مصر وتكتل البريكس

لا يخفى عن الجميع ان سبب الازمة الحالية في الاقتصاد المصري هي شح العملة الصعبة (الدولار) وهي أزمة تواجهها الدولة منذ عقود إلا أن تأثيرها زاد في الفترة الأخيرة ومع ذلك حاولت الحكومة المصرية اتخاذ بعض الحلول مثل توسيع الرقعة الزراعية الاكتفاء من القمح وغيرها من محاولات مختلفة ولكن أحد الحلول التي حاولت الحكومة السير فيها وهي الانضمام لتكتل البريكس العالمي , في هذا المقال نستعرض تاريخ البريكس وهل من الممكن أن يزيح الدولار عن القمة؟ وهل ستستفيد مصر فعلا من انضمامها للبريكس؟

البريكس هو تحالف دولي يضم 5 دول حاليا وهم روسيا الصين البرازيل الهند جنوب إفريقيا ويشكل عدد سكانه 42% من سكان العالم و23% من اجمالي الناتج العالمي و 18% فقط من حركة التجارة العالمية وحسب الخبراء أن البريكس سيسطر على الاقتصاد العالمي بحلول 2050 ولكن هذه التوقعات مبنية على 3 معطيات أساسية وقبل الخوض فيها سأوضح بعض الأرقام الهامة التي تمنع العالم من كسر هيمنة الدولار.

يحتاج العالم إلى حرب عالمية ثالثة تهزم فيها أمريكا هزيمة ساحقة مثل ما حدث لألمانيا سابقا فإن انهيار الدولار يعني انهيار اقتصاديات الدول العظمى, 60% من احتياطي العالم بالدولار وكل الأصول المملوكة للدول مقومة بالدولار, بمعادلة بسيطة عندما كنت تملك ألف جنيه وسعر الدولار 12 جنيه بعد انخفاض قيمة العملة ل24 جنيه مقابل الدولار فأصبحت تمتلك الآن 500 جنيه فعلية وهذا ما سيحدث تحديدا اذا انهار الدولار , 42% من حركة التجارة العالمية بالدولار ودول البريكس تستخدم الدولار فأغلب معاملاتها التجارية.

ال 3 معطيات الواجب تنفيذها من اجل احتمالية أن يسيطر تكتل البريكس على النظام العالمي في 2050

1-صندوق استثماري  يضم من 5-7% من الناتج المحلي من الدول الأعضاء وأعلنت المجموعه فشل تلك الخطوة عام 2015

2-سوق مفتوح مثل الاتحاد الأوروبي وحركة تنقل سهلة بين مواطني أعضاء البريكس وعملة موحدة وهذا لم يحدث حتى اللحظة

3-هناك توتر كبير في العلاقات بين روسيا والهند فهي مناوشات عسكرية كما ان الهند في تحالف آخر يضم أمريكا والإمارات وإسرائيل أي أن الهند تلعب  دور العميل المزدوج فهي الآن في تحالف يريد هدم أمريكا وفي ناحية أخرى في تحالف يساعد على سيطرة أمريكا ولكن على الرغم من كل تلك العقبات هل هناك مزايا من البريكس؟ وهل هناك مزايا حقيقية لمصر؟

1-انخفاض قيمة الايدى العامله

2-توفر الموارد الطبيعية

3-طلبات الانضمام الكثيرة التي بلغت 19 طلب منها مصر والسعودية وإيران والبحرين وغيرهم تدل على مدى رؤية الدول للبريكس وانضمام السعودية مثلا يعد عاملا هاما فهي المتحكم الأول في سوق النفط ومصر التي تعد مركز عالمي لنقل الطاقة وكذلك الكثير من الدول تريد تجنب احتمالية التعرض لاية ضغوط أمريكية اقتصادية (عقوبات)

مزايا مصر من الانضمام للبريكس

1-جذب الاستثمارات

2-تفعيل اتفاقية الميركسور مع البرازيل (والارجنتين البرازيل باراجواي أوروجواي) ومصر من أجل إقامة منطقة حرة

وغيرها من الفوائد الاقتصادية والسياسية إلا أنني لا أرى أن فقط الانضمام لمنظمة البريكس يخلص مصر من أزمة الدولار إنما تكثيف الجهود على قطاع السياحة والوصول الى 30 مليون سائح سنويا سيكون الحل الجذري للازمة مع الاهتمام بالقاعدة الاستثمارية وزيادة الإنتاج الصناعي والزراعي للاكتفاء المحلي والتصدير