يحي زكريا يكتب | الأمن السيبراني .. الدرع الواقي للتنمية المستدامة

0

في ظل التسارع التكنولوجي، الذي نعيش فيه الآن، أصبح الأمن السيبراني، ضرورة أساسية لا غنى عنها، لتحقيق التنمية المستدامة. ومع تزايد التحول الرقمي في مختلف القطاعات، باتت الحماية من التهديدات الإلكترونية شرطًا أساسيًا، لا يمكن التغافل عنه، لضمان الدفاع عن استمرارية استقرار هذا التسارع والنمو الاقتصادي، والاجتماعي والبيئي. وهكذا تعرف التنمية المستدامة بالتوازى المحكم بين الاستفادة القصوى من التكنولوجيا الحديثة، والحفاظ على الموارد واستدامتها، هذا لن يحدث دون توفير الدرع الأمن لها.
يعتبر الأمن السيبراني، هو حجر الأساس للتنمية المستدامة، التي هي في الأساس تقوم على ثلاثة محاور رئيسية: الاقتصاد، والمجتمع، والبيئة. ومع تدخل التكنولوجيا في تلك المحاور، فأصبح الاقتصاد الحديث، يعتمد على التجارة الإلكترونية، والخدمات المالية، والصناعات الذكية، كلها تحتاج إلى بنية تحتية رقمية آمنة. على سبيل المثال، نجد في مصر خلال الآونة الأخيرة نموا كبيرا في الخدمات المصرفية الرقمية، ومع هذا النمو والتوسع تظهر سلوكيات، تتمثل في تحديات وهجمات للتصيد والاحتيال وسرقة البيانات المالية.
تلك الهجمات، لا يسلم منها أحد، فإنها تبدأ من أضعف نقطة إلا وهي فقر الوعي لدي المواطن إلى أن تتوغل وتصبح كارثة. كلنا نعلم أن قطاع الطاقة هو محور رئيسي في التنمية المستدامة، ويعتمد بشكل متزايد على أنظمة ذكية وأحدث التكنولوجيات، ونجد من الأمثلة البارزة الهجوم السيبراني على شبكة الكهرباء الأوكرانية في 2015، والذي أدى إلى كارثة. فهذا النوع من الهجمات، ينبهنا بأن غياب الحماية السيبرانية، يمكن أن يؤثر على شكل حياتنا، وتنميتها، واستدامة مواده الحيوية كالكهرباء.
وليس الطاقة فقط، فأصبحت المجتمعات، تعتمد على التكنولوجيا والتحول الرقمي بشكل متزايد ومنافس في التعليم والصحة والخدمات العامة. فأصبحت المدارس بشكل خاص الآن، تعتمد على التكنولوجيا في العملية التعليمية بشكل كبير ومع هذا التوسع، تتزايد التهديدات، التي تستهدف البيانات الحساسة وخصوصيات المستخدمين إلى أن تصل إلى اختراق الأنظمة التعليمية.
بجانب كل هذا، لا يمكننا أن ننكر أن الأمن السيبراني، يساهم في حماية مواردنا. على سبيل المثال، الأنظمة الرقمية المستخدمة في إدارة المياه، مثل أنظمة التحكم في محطات تنقية ومعالجة المياه، يمكن أن تتعرض للاختراق، ما قد يؤدي إلى أعطال وكوارث. إذا كانت هذه الأنظمة محمية بشكل جيد، فإن ذلك يساهم في الحفاظ على مواردنا، واستخدامها بطريقة مستدامة.
فيجب تعزيز الوعي لدى الأفراد والمؤسسات بأهمية الأمن السيبراني من خلال حملات توعية مستمرة، وبالأخص المستفيدين من خدمات الدولة ومؤسستها الحيوية.
ولأن الهجمات السيبرانية، لا حدود لها، فإن التعاون الدولي أمر ضروري لتبادل المعلومات، وتقوية الدفاعات في النهاية، يمكننا القول إن الأمن السيبراني، ليس مجرد أجراء تقني، بل هو عنصر رئيسي في استراتيجيات التنمية المستدامة. لضمان أن التكنولوجيا ركيزة أساسية للتنمية، وليس تهديدًا لها. فحماية الأنظمة الرقمية هي حماية لمستقبلنا ودونها لن نتمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي نسعي لها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.