يوسف عماد يكتب | مصر وطن يعيش فينا

0

مصر ليست مجرد أرض نعيش فوقها، بل هي هوية متجذرة في قلوبنا وتاريخ ممتد لآلاف السنين. هي مهد الحضارات وصاحبة أول دولة مركزية في التاريخ، ومن نيلها الخالد وأهراماتها الشامخة استمدت قوتها ومكانتها بين الأمم. وفي كل ركن من أرضها حكاية مجد وعطاء، من معابدها الشامخة إلى قلاعها التاريخية، ومن قراها البسيطة إلى مدنها الحديثة.

الانتماء إلى مصر ليس مجرد شعور بالفخر أو ترديد للشعارات، بل هو التزام ومسؤولية. يعني أن نعطي بصدق، ونتمسك بالقيم والمبادئ التي نشأنا عليها، وأن نسعى لبناء مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا. يظهر الانتماء الحقيقي في العمل والإنتاج واحترام القانون والمحافظة على مقدرات الوطن، وفي الدفاع عنه ضد أي خطر أو تحدي. وهو أيضاً مشاركة إيجابية في كل ما يهم الوطن، من انتخابات إلى مبادرات مجتمعية وتنموية، وتشجيع روح التطوع والخدمة العامة بين الشباب، لأن الأوطان تبنى بسواعد أبنائها وإخلاصهم.

وقد حثّ الدين على حب الأوطان وحمايتها، فجاء في الحديث الشريف: حب الوطن من الإيمان. وحب مصر والعمل من أجلها عبادة وقيمة إنسانية نبيلة. وكما قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر: الوطن هو الأم، ومن لا خير له في أمه لا خير له في وطنه.

الانتماء لمصر هو أيضاً الإيمان بقدرتها على النهوض مهما واجهت من صعوبات. فالمصري عبر التاريخ رمز للصمود والإبداع، يبني ويزرع ويحافظ على أرضه ويترك بصمته في كل مجال، ويسهم في رفعة وطنه بعلمه وفكره وجهده. واليوم، في ظل ما يشهده العالم من تحولات وتحديات، يصبح هذا الانتماء مسؤولية مضاعفة تدعونا جميعًا للعمل بروح الفريق الواحد لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً، واستكمال مسيرة التنمية والإصلاح، ونشر الوعي والثقافة التي تعزز روح المواطنة.

إن مصر ليست وطناً نعيش فيه فحسب، بل وطن يعيش فينا ويشكل وجداننا وهويتنا. حبها والعمل من أجلها واجب وطني وأخلاقي وديني، لنورث أبناءنا وأحفادنا وطنًا أقوى وأجمل وأقدر على مواجهة المستقبل، وليظل اسمها عالياً بين الأمم كما كان دائمًا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.