في 23 يوليو 1952، شهدت مصر واحدة من أهم التحولات السياسية والاجتماعية في تاريخها الحديث، عندما قادت مجموعة من الضباط الأحرار ثورة غيرت وجه البلاد. كانت هذه الثورة حركة شعبية تهدف إلى تصحيح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإنهاء الاستعمار والفساد.
عانت مصر قبل الثورة من أوضاع سياسية واقتصادية متردية تحت حكم الملك فاروق، الذي اتُهم بالضعف والفساد وتجاهل مطالب الشعب. كانت السيطرة البريطانية على قناة السويس والقصور الطبقية بين الفقراء والأغنياء تزيد من غضب المصريين. في هذا المناخ، تشكلت حركة الضباط الأحرار، التي ضمت شبابًا عسكريين طموحين يرون ضرورة التغيير.
حققت ثورة يوليو إنجازات كبرى، منها:
إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية (1953) بعد تنازل الملك فاروق عن العرش.
تأميم قناة السويس (1956) الذي أدى إلى العدوان الثلاثي، لكنه أكد سيادة مصر.
الإصلاح الزراعي بتوزيع آلاف الأفدنة على الفلاحين.
بناء السد العالي الذي حوّل مصر نحو التصنيع وحمى البلاد من الفيضانات.
دعم حركات التحرر الوطني في إفريقيا والعالم العربي.
رغم الانتقادات، تظل ثورة 23 يوليو نقطة تحول كبرى في تاريخ مصر، حيث نقلتها من عهد الملكية والاستعمار إلى عصر الجمهورية والاستقلال. لقد غيرت الثورة البنية الاجتماعية والاقتصادية، وألهمت شعوبًا عربية أخرى في نضالها من أجل الحرية والعدالة. حتى اليوم، تبقى ذكرى الثورة تذكيرًا بقوة الإرادة الشعبية وقدرتها على صنع التغيير.