منال خيرت تكتب | حدود مصر آمنة ولكن
إن ما حدث في حدود مصر الغربية خلال السنوات القليلة السابقة لهو شيء مُعجز ومذهل ومقلق لأعداء مصر الذين يتربصون بها. إن حديث الرئيس السيسي عن الخط الأحمر (سرت الجفرة) قد سبقته الكثير من الخطوات العملية على الأرض، حيث كانت تنظر القوات المسلحة إلى حدود البلاد الغربية على أنها خطر استراتيجي على الدولة المصرية، فبعد أحداث يناير المشؤومة والتي لم تأت على هذا البلد بخير، كانت الحدود الغربية مرتعا للإرهابيين وتجار السلاح والمخدرات والمهربين وكل الخارجين على القانون.
بعد سقوط معمر القذافي بمساعدة حلف الناتو سقطت ليبيا في مستنقع انهيار الدولة الذى لم تستطع الخروج منه حتى اللحظة، ما فتح المجال لسيطرة الإرهابيين على مخازن السلاح، حيث استخدموا هذا السلاح في أعمالهم الإجرامية وقاموا بالتجارة فيه، وتوزيع جزء منه على أصدقاء الإرهاب على الحدود الشرقية، فلم يكن في ذلك الوقت لدي القوات المسلحة ثمة رفاهية للدخول في عملية توسيع التواجد العسكري على الحدود الغربية وضبطها وإعادة الأوضاع إلى ما قبل 25 يناير فكان البيت الداخلي على صفيح ساخن ومؤامرات الإخوان وحلفائهم لم تهدأ للحظة.
عندما جاء الرئيس السيسي إلى سُدة الحكم وأزاح ذلك الكابوس عن صدر الوطن، وضع نُصب عينيه حدود مصر وأمن البلاد الاستراتيجي، فقام بإنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية وتطوير قاعدة سيدي براني الجوية، بالإضافة إلى تمكن أبناء ليبيا الشرفاء من السيطرة على معبر السلوم البري، وتسير طلعات جوية استكشافية للقضاء على كل التحركات الغير مشروعة للإرهابيين أو الخارجين عن القانون، ساهم ذلك الأمر في إحداث طفرة عظيمة لم تكن حتى موجودة قبل 25 يناير.
هذه الطفرة جعلت السيد الرئيس يتحدث بكل ثقة عن الخط الأحمر للمرتزقة وأعوانهم، أما الحدود الشرقية فكانت هي أحد أهم الملفات والتحديات أمام الرئيس، فكانت أنفاق قطاع غزة تمثل شريان الحياة للإرهابيين بسيناء، فأخذ الرئيس التدابير والقرارات اللازمة للسيطرة على حدود البلاد الشرقية وأصحبت الأنفاق حالياً من الماضي، وبهذا أصحبت حدود البلاد الشرقية والغربية تحت السيطرة بشكل كامل.
لكن في الحقيقة ما يقلقني في الوقت الحالي هو أوضاع حدود البلاد الجنوبية، فسيولة الحالة في السودان الشقيق لا تنذر بخير، الأوضاع هناك من سيئ إلى أسوأ، الشعب السوداني ليس على قلب رجل واحد، كما أن دعوات الانفصال ينادى بها من شرق السودان إلى غربه، وهذه الحالة تجعل من الحدود الجنوبية بديلًا للإرهابيين والجماعات المتطرفة بعد أن أغلقت في وجوههم الحدود الشرقية والغربية.
أنا أعلم جيدًا جهود الدولة الحثيثة لتأمين البلاد من جميع الاتجاهات وأعلم أن قاعد برنيس كانت في الأصل لمواجهة المخاطر التي قد تأتي للبلاد من الجنوب، ولكننا في حاجة إلى المزيد من الإجراءات.
ختامًا أنصح، نصيحة مُحبة لبلدها ومؤيدة وواثقة في قيادتها السياسية وجيشها العظيم، ألا يترك المجال للإرهابيين في الجنوب، وأتمني ألا تصبح السودان مرتعًا جديدًا للجماعات المتطرفة، فيجب أن يتم اتخاذ ما يلزم لحماية الحدود الجنوبية لمصر حفظها الله من كل سوء وحفظ جيشها وقادتها من كل مكر.
منال خيرت، كاتبة مصرية مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية
مقال أكثر من رائع .. يدل على بصيره متنوره ..ومليئ باستنتاجات عقلانيه منطقيه ..