د.محمد عمارة يكتب| زيدان نموذج القدوة الحسنة
لا أجد مدخلًا محددًا لأبدأ به هذا المقال نظرًا لامتزاج الحزن والأسى على فراق النائب الشاب أحمد زيدان، والفخر والاعتزاز بسيرة شبابية عصامية خاضت معارك عديدة من أجل تحقيق الحلم.
نظرة تأملية على حياة الراحل أحمد زيدان، الذي رحل بجسده ولكن خُلد بأعماله وسيرته وأخلاقه التي شهد بها كل من تعامل معه، سنجد أن هناك محطات يجب أن نقف عندها؛ من ضمن تلك المحطات المهمة مرحلة الدراسة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومشوار زيدان خلالها ومرحلة رئاسة اتحاد الطلبة كأصغر رؤساءه. وبعد تخرجه وقرار الحالم بأن يخدم وطنه وشعبه وقرار جرئ بأن يخوض الانتخابات البرلمانية عام ٢٠١٥ مواجهًا ضجيج من المنافع والمصالح وسطوة رأس المال في دائرة تتسم بالنضج السياسي، وهذا ما لعب عليه زيدان، وهو الوعي الجمعي، فاستغل ديناميكية الشاب الحالم المسلح بالعلم وخبرة العمل العام وجلس على المقاهي وسط الأهالي والشباب وطرق الأبواب بنفسه وصنع لنفسه في ذهن المواطن المصري ثقة، تلك الثقة التي حركت المواطن في دائرته إلى صناديق الاقتراع وفاز زيدان ودخل الحياة البرلمانية، ومن اليوم الأول وأداء زيدان بات مميزًا تحت القبة في التشريع والرقابة، وخارجها في تلبية احتياجات المواطنين.
لا أنسى كلماته لي إنه كان حريصًا على استدامة الحضور في الجلسات سواء العامة أو جلسات اللجان داخل المجلس حتى يكون ملمًا بكل الخبرات والتجارب. إذا نظرنا إلى زيدان فسنجد نموذجًا وطنيًا لبرلماني حاز على ثقة المواطن ليُجدد له الثقة في دخول برلمان ٢٠٢١، فهذا لم يأت من فراغ وإنما هو حصاد جهد وعرق ونزاهة ونظافة يد، ولا أنسى دور زيدان في البرنامج العبقري “نواب تفيد نواب” الذي نظمته تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والذي تكمن عبقريته في ذاتيه التدريب، وكان دور زيدان مميزًا، ولم يكتم علمًا أو يبخل بمعلومة، وأعطى كل ما يمكن أن يعطيه نائب برلماني لزملائه من النواب.
رحل زيدان، كما قلت بالجسد، ولكن إرثه الأخلاقي والمهني وسيرته تركها لورثته لنسير على دربه مقتدين بإخلاصه المهني والخدمي. في جنة الخلد يا زيدان وعلى دربك سائرون ومن أجل الوطن وشعبه نموت فداء لهم، وإلى أن نلقاك بإذن الله تعالى في جنة الخلد.