خالد ناجح يكتب | أمي وأولادي ويوم الجمعة
لكل منا مخاوفه المشروعة على والدته من المرض، وما أكثره، خاصة مع تقدم السن للوالدين، ومن أكثر اللحظات الإنسانية التي يقف الإنسان أمامها عاجزًا ولا تنفع معها كلمات التشجيع والمواساة هي لحظات رؤية المريض وعدم استطاعة الأهل علي تحمل تكاليف الأدوية.
كانت والدتي، متعها الله بالصحة، تعاني كأغلب المصرين من فيرس “c” اللعين، وهو نفس الفيروس الذي تغلغل في جسد والدي ووصل للكبد وتوفاه الله بهذا السبب.
ولا أستطيع أن أصف لكم لحظات المرارة والألم التي مررنا بها كأسرة جراء هذا الفيروس اللعين، مع أننا، الحمد لله، كان لدينا من القدرة لتحمل تكاليف الأدوية وحجز دائم في مستشفى جيد والمتابعة مع طبيب ماهر، لكن شهور كانت كفيلة بالقضاء على مدخرات سنوات من الجهد والعرق المبذول في الشباب (شباب الوالدين معًا) لكن أغلب المصريين لا يستطيعون تحمل التكاليف التي قدرنا الله عليها بفضل عمل الوالد.
يوضح هذا الجهد المبذول للقضاء على هذا الفيروس اللعين، والمبادرات الخاصة بصحة كل المصريين: سواء إخلاء مصر، ولأول مرة، من فيرس “c” أو ما تلاها من مبادرات مثل القضاء على قوائم انتظار الجراحات، و”عينيك في عنينا”، وصولًا لقانون التأمين الصحي الشامل الذي سيشمل كل المصريين، وبالتالي لا يقع مصري واحد في لحظات الانكسار التي يري فيها أهله يتألمون ويقف عاجزًا عن فعل أو شيء، وهي اللحظات التي قد تولد مشاعر كراهية وحقد تدفع صاحبها ليس للانتقام من فرد أو نظام بل من الدولة ومن الحياة ذاتها.
أما عن يوم الجمعة، فمنذ يناير ٢٠١١ كنت كصحفي أتابع أسماء التظاهرات من “قندهار” لـ “المحاكمات”، وبعد ٣٠ يونيو كنا ننتظر التفجيرات في أي مكان وكم عدد الشهداء والمصابين جراء أعمالهم الإرهابية، حتي وصل المجتمع المصري للخوف من يوم الجمعة فجعلوه رمزًا للموت والتدمير.
استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يُغير هذا الخوف ويجعل منه طمأنينة بنزوله لمتابعة المشروعات من طرق ومحاور، فأصبحنا ننتظر نزول الرئيس لأي محور ونتعرف من خلال جولاته على المحاور والطرق التي تقوم بها الدولة، ونستمع لفيديو لشرح المحور والطريق ونتعرف على مواعيد تنفيذه بدقة.
أما أولادي فكلما مررت بطريق جديد أو مؤسسة قد تؤدي خدمة لأولادي مستقبلًا يطمئن قلبي على مستقبلهم بفضل الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي بفضله جعل الأسرة المصرية تجلس وتتابع الأخبار في كل العالم ونحن مطمئنون أن الخطوط التي وضعها رئيسنا لن يستطيع أحد تجاوزها، وأن الصعب قد مر وأصبح الشعب المصري يثق في رئيسه وسياساته التي أصبحت مصرية لا شرقية ولا غربية.