د.محمد السيد سالم يكتب | الوعي طريق النجاة من كورونا

0

يخوض العالم حرباً فعلية ضد فيروس كورونا المستجد ، ويخوض الناس حروباً نفسية بسبب سرعة انتقال الفيروس واتساع رقعة انتشاره وكأن الكل ينتظر دوره ، وهنا يلعب الوعي الجمعي دوره وكذلك العقل الباطن لأن مجابهة الجائحة نفسياً قد لا تقل أهمية عن مقاومتها جسدياً ، كما أنة لا يمكن إنكار جدية المرحلة التي يمر بها العالم بأثرة بسبب جائحة فيروس كورونا التي خرجت عن السيطرة ، ولكن يرى كل فرد الإجراءات الحاسمة التي تتخذها الدول من منظاره ، فيخشى البعض ندرة السلع الأساسية أو ارتفاع الاسعار ، ويفكر البعض الآخر في أعمالهم التي قد تتوقف تماماً وايضاً أنشطتهم الاقتصادية التي قد تتضرر بشكل كبير ، وتعتير هذه المخاوف مشروعة قد تدفع من يشعر بها إلى السخط على هذه الإجراءات ، لكن هذه الإجراءات اصبحت ترتبط بخياري الحياة أوالموت .

حيث أن فيروس كورونا سريع العدوى يلعبت دوراً في جعل الفرد يرى أنه جزء من مجموعة عليه أن يحافظ على سلامتها وإنه مفروض بواقع أنه إذا أصيب من حولك فإنك ستصاب حتماً ، ومن هنا جاءت حتمية الوعي بضرورة العمل الجماعي في مواجهة وباء خارج عن السيطرة ، والالتزام بكافة الاجراءت الوقاية المعلنة ، لكن هذا الوعي رغم أهميته لا يبدو منتشرا بما يكفي لمواجهة وباء عالمي خرج عن سيطرة أكبر الدول وأكثرها تقدماً.

ومن هنا يأتي مفهوم الشراكة بين كلاً من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لمواجهة أزمة فيروس كورونا باعتبارها المحاور الثلاث للحوكمة ، مع التأكيد علي أهمية المشاركة المجتمعية في التخفيف من الآثار الاقتصادية لبعض الشرائح الاجتماعية الأكثر تتضررًا من جائحة كورونا .

كما أثبتت الجهود العالمية المبذولة لمواجهة انتشار الوباء حتى الآن أن الدول التي لديها مجتمعات واعية بخطورة الوباء وملتزمة بالإجراءات الوقائية التي أقرتها الحكومات ، هي الدول التي نجحت في السيطرة عليه بالفعل كما حدث في الصين مثلاً ، أو كانت الأقل تأثراً به من خلال التزام شعوبها الطوعي بهذه الإجراءات الاستباقية التي تحول دون انتشاره ، في حين اضطرت دول أخرى إلى اتخاذ إجراءات قاسية لإجبار شعوبها على الالتزام بالإجراءات الوقائية حفاظاً على الصحة العامة ومنع انتشار الوباء .

لذا يعتبر الوعي المجتمعي هو خط الحماية الأول والرئيسي للشعوب في مواجهة مخاطر فيروس كورونا المستجد وتجاوز هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العالم اليوم ، وتعد الفترة المقبلة حاسمة بكل معنى الكلمة للمرور الآمن من هذه الأزمة العالمية ، وهذا لن يتأتى إلا من خلال الالتزام التام بالإجراءات الوقائية التي أقرتها الدولة ودعم جهودها لمنع انتشار هذا الوباء اللعين .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.