محمد خالد أبو النور يكتب | متي تنتهي جائحة كورونا؟

0

أبلغت السلطات الصحية لجنوب أفريقياـ في 24 من نوفمبر 2021، منظمة الصحة العالمية بأنها رصدت متحورًا جديدًا في التسلسل الجيني الخاص بفيروس كورونا، وأن المتحور لديه سرعه انتشار ربما تكون أضعاف المتحول دلتا، كما أنه يفتقد لواحد من الجينات الثلاثة المميزة لفيروس كورونا (S gene) والتي يتمكن من خلالها فحص الـ PCR من التعرف علي الفيروس، مما حدا منظمة الصحة العالمية، وحسب نظام التصنيف، المعتمد لديها لتصنيف المتحور الجديد بأنه مثير للقلق.
العالم يحبس أنفاسه ويترقب هل نعود لنقطة الصفر مجددًا في أزمة جائحة كورونا بعدما كانت الأزمة قاب قوسين من الانفراج وبدأت الحياة تعود إلي شكلها الطبيعي؟ هل ستتوقف الحياة مجددًا؟

بعض الدول اتخذت تدابير استباقية بالفعل خاصة فيما يتعلق بإجراءات السفر لبعض الدول التي تأكد ظهور المتحور بها.

لكن لا يزال هناك شعاع أمل في أن الأسابيع القليلة القادمة ربما تنفي قدرة المتحور الجديد علي التسبب في أعراض مرضية أشد أو الهروب من المناعة التي كونتها اللقاحات.

ولكن حتى إن مرت الأمور بسلام هذه المرة كما نرجو، يبقي السؤال الأهم لماذا يطل علي عالمنا شبح الوباء بالمتحورات من وقت لآخر؟

يكثر التحور في الفيروسات التي تظهر وتظل مدة طويلة تنتشر على نطاق واسع بين البشر دون لقاح أو علاج.

وهنا ينبغي أن يصارح عالمنا نفسه أن غياب العدالة ستكون القشة التي تقصم ظهر البعير وإن نجونا هذه المرة.

فليس من المستغرب أن يظهر هذا المتحور في أفريقيا الفقيرة التي حصلت على 500 مليون جرعة من أصل أكثر من 8 مليارات جرعة من اللقاحات وزعت على مستوي العالم، حتي إن بعض دول عالمنا كدست لديها من اللقاحات ما يكفي لتطعيم كل مواطنيها عشرات المرات ولم تنظر لفقراء العالم.

فشلت أكثر دول أفريقيا في تلقيح 10% من سكانها ضمن هدف منظمة الصحة في نهاية سبتمبر الماضي، ولم تنجح سوي 15 دولة من أصل 54 دولة من دول القارة، أما أغلب دول القارة فقامت بتلقيح أقل من 2٪ من سكانها حسب إحصائيات المنظمة.

ظهر المتحور في جنوب أفريقيا المتقدمة التي قامت بتطعيم ما يقرب من 66% من سكانها ولكن جيرانها لقحوا ما بين 3-4% فقط فليس أحد بمنأى عن التهديد إن اجتاح العالم. لذلك ينبغي أن تكافئ وتساند جنوب أفريقيا فهي دولة تحملت مسئوليتها تجاه الإنسانية، ولم تضلل العالم.

ينبغي أن تتحمل الدول الكبرى والمنظمات العالمية مسئوليتها في عدالة توزيع اللقاحات. وينبغي أن يعيد العالم النظر في القضايا المصيرية المشتركة مثل المناخ والبيئة والصحة والغذاء على أساس من المكسب المشترك فالإنسانية أمة واحدة أصلهم واحد ومصيرهم واحد.

* محمد خالد أبو النور، أمين شباب حزب الإصلاح والنهضة، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.