صالح الصالحي يكتب | وعاد منتدى شباب العالم
دائمًا ما تتملكني الفرحة والسعادة بمنتدي شباب العالم، فهو فرصة للجميع للتعبير عن آمالهم ومتطلباتهم بالمواجهة والشفافية. وهذا ليس قاصرًا على الشباب المصري فحسب، ولكن متاح لكل شباب العالم.
منتدي الشباب علي مدار دوراته الماضية كان رحلة عظيمة لتفجير طاقات الشباب ورسم وعيهم، ووضعهم من خلال أُطر واستراتيجيات متعمقة علي الطريق الصحيح من خلال أجندات حيوية في كل المجالات، والتي ترتبط بشكل أساسي بموضوعات الساعة التي تتجدد في ظل التغيرات المتصارعة والمتسارعة علي مستوي العالم، فكانت مؤتمرات الشباب فيضًا رائعًا للعصف الذهني والفكري لكل شباب العالم، وليست مؤتمرات تحمل شعارات جوفاء تموت بمجرد انتهاء أيام المؤتمر، التي طالما عانينا منها فقد كانت مؤتمرات تقليدية عقيمة لا تعد سوي مساحة لإظهار صورة غير حقيقية وغير مجدية كان الهدف من ورائها مجرد أننا نفسح الطريق للشباب لسماع آرائهم لكن الآن تَعدي الأمر ذلك بكثير، هناك حلقات نقاش ثرية وتوصيات تتبلور في صور قرارات تُنفَّذ بآليات واضحة حتي أصبح منتدي الشباب حلم كل الشباب في الاشتراك في جلساته والحضور الذي يمثل بهجة للجميع.
لم يكن الاستعداد هذا العام وإعلان عودته بعد توقُّف كل الفعاليات بسبب جائحة كورونا سوي مؤشر على استعداد مصر لإقامة فعاليات علي أعلي درجة من التنظيم والاستعداد بعدما وفَّرت اللقاحات لكل المواطنين في جهود تُسارع الزمن لمواجهة وباء عالمي ضرب أكبر الدول. لتظهر مصر بوجه مختلف بفضل الله بتوفير اللقاحات والإجراءات الاحترازية علي أقصي درجة من الاستعداد والالتزام والتباعُد.
تأتي أجندة المنتدى هذا العام، والذي يُقام على أرض السلام شرم الشيخ؛ لتدعيم السلام حول العالم في موضوعات حقوق الإنسان والحماية الاجتماعية وتَغيُّر المناخ ومستقبل الطاقة والبيئة والدراسة عن بُعد والتحول الرقمي والتكنولوجيا وريادة الأعمال. ومناقشة تأثيرات جائحة كورونا على كل الأصعدة.
كلي يقين في تقديم صورة مُشرِّفة للعالم كله تنظيميًا وجهودًا، وقرارات في موضوعات الأجندة التي تتبعها الدولة المصرية في استراتيجية واضحة من خلال ربط المشروعات التنموية المصرية وبناء الإنسان المصري برؤية التنمية المستدامة 2030، والتي تسير بخطي جيدة وواثقة. وستعلن مصر خلال هذا المؤتمر العديد من الإنجازات التي تسابق الزمن فيها، والتي يتشارك الشباب من مختلف الفئات والتخصصات والمحافظات تحت شعار أطلقته القيادة السياسية “ابدع انطلق” لفكر جديد وإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن آمالهم ومتطلباتهم بالمواجهة والشفافية. هذا المؤتمر يعتبر منبرًا للشباب ومساحة للرأي لتمكينهم والاستفادة من طاقتهم المهدرة ورعاية النوابغ منهم.
على الرغم من أن تجربة منتدى شباب العالم عمرها ثلاث سنوات، لكنها تفيض عمقًا ونضجًا. فالمؤتمر نقطة تلاقي لقارات العالم على أرض السلام، فقد استطاع أن يخطف أنظار العالم أجمع إلى مدن مصر لفتح آفاق الحوار بين شباب مصر والعالم بحضور الشباب من مختلف الدول؛ ليتناقشوا حول العالم ما بعد جائحة كورونا، وتأثيراتها كسمة رئيسية لهذه النسخة، بالإضافة إلى المحاور الرئيسية للمنتدى وهي السلام والتنمية والإبداع بعدما اعتمدت الأمم المتحدة هذا المنتدى منصة دولية. وذلك تقديرًا للإسهامات التي قدمتها النسخ الثلاث من المنتدى، كما تم في مناقشة القضايا المعاصرة الخاصة بالشباب ودورهم في تحقيق أجندة التنمية المستدامة.
كلي سعادة في التواصل بين شباب اليوم ودولتهم ومشاركتهم في صنع القرار، فضلًا على أنهم يزينون كل الجهات الحكومية والوزارية كصف ثانٍ يؤهل لقيادة البلاد؛ لتحقيق ما عجز جيلي والأجيال السابقة عليه، الذين حُرموا من فرص حقيقية لتولِّي القيادة. طوبي لشبابنا بمستقبلهم الذي يتولون زمامه.
* صالح الصالحي، وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عضو مجلس الإدارة المنتخب بمؤسسة أخبار اليوم