أحمد رشاد يكتب | الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي
أدى النمو السريع لكم المعلومات إلى هذه الحقبة الحالية من تاريخ البشرية التي حلّ فيها امتلاك المعلومات ونشرها محلّ الميكنة والتصنيع باعتبارهم قوة محركة للمجتمع.
تختلف ثورة المعلومات عن غيرها من الثورات، فالثورتان الزراعية والصناعية تتصلان بأشياء ملموسة بالأرض والآلة وعصور الحديد والبرونز والبترول وسواها هي عصور تتصل بالمواد الجديدة أمَّا المعلومات فليست ملموسة فهي الظواهر المجتمعية والتقنية التي تواكب التطور السريع في الحواسيب واتساع خدماتها وقبولها وخاصَّةً الحواسيب الشخصية ويُعدُّ أثر هذه الآلات ثوريًا لسببين، السبب الأول أن ظهورها ونجاحها كانا سريعين جدًا، والسبب الثاني وهو الأهم أن سرعتها ودقتها أحدثتا تغييرًا في طرق معالجة المعلومات وتخزينها ونقلها. حيث تنضب بسبب الاستهلاك، أما في مجتمع المعلومات فالمعلومات تولد معلومات مما يجعل مصادر المجتمع المعلوماتي متجددة ولا تنضب الأمر الذي يفسر أهمية المعلومات ومكانتها كأهم مادة أولية على الإطلاق وهوما يجعل المجتمع الجديد يعتمد في تطوره بصورة أساسية على هذا المورد وشبكات الاتصال والحواسيب ويتميز بوجود سلع وخدمات معلوماتية لم تكن موجودة من قبل إلى جانب اعتماده بصفة أساسية على التكنولوجيا الفكرية أي تعظيم شأن الفكر والعقل الإنساني بالحواسيب والاتصال والذكاء الاصطناعي ونظم الخبرة.
كما تم تعريف مجتمع المعلومات كدائرة متحدة تهتم بالأوضاع العامة من حشود وروابط ومصادر متنوعة تتشكل ما بين المؤسسات والأفراد لرعاية اهتمامات المجتمع حول توفير وتبادل المعلومات والمعرفة الهادفة إلى سرعة الحصول على المعلومات وزيادة المعرفة ورغم أن مفهوم مجتمع المعلومات لم يتبلور تماما في الفكر العالمي للعديد من الباحثين إلا أنهم اتفقوا على اعتباره المخاض العسير الذي مرت به البشرية مند الستينيات بمناسبة خطاب النهايات نهاية المكان مصانع بلا عمال نهاية المسافة تعليم بلا معلميـن نهاية المدينة مجتمع بلا نقد نهاية الكتاب كتابة بلا أرقام نهاية الورق مكتبات بلا رفوف.
من أهم ما يدفع خطة التنمية إلى الأمام دائمًا هو وعي القيادة السياسية بأهمية هذه التنمية والاعتماد على حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كل مشروعات الدولة، وهو ما يستحقه المواطن المصري فضلا عن الدور الرائع الذي تلعبه الحكومة ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) في تحقيق أهداف الدولة وتنمية كل القطاعات من خلال نظم وحلول تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات وأن خطة الدولة الطموحة 2030 التي تعتمد على نظم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كل ملامحها وفي كل قطاعات الدولة حسب هذه الخطة وتمثل خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المحور الأساسي في تنمية كل قطاعات الدولة في عملية التنمية التي تتم على أرض الواقع والتي تعتمد بصورة أساسية على الخدمات التكنولوجية في كافة المجالات مثل الطرق والكباري والزراعة والكهرباء والطاقة والقضاء وميكنة القطاعات الحكومية والخدمية بشكل يتناسب مع توجهات الجمهورية الجديدة التي تنفذها الدولة حاليا.
لا شك أن ما يحدث في مصر على مدار الأعوام السبعة الأخيرة طفرة غير مسبوقة على كل المستويات واتجاه مصر لجمهورية جديدة، وهو أمر مستحق بسبب التطور الكبير الذي تعيشه مصر على مستوى التشييد والبناء العمراني والتطور الزراعي والصناعي والتقدم التكنولوجي والتطور في البنية التحتية للمدن القديمة أو في العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة التي يتم إقامتها في مختلف المحافظات.