حامد فارس يكتب | بناء عهد جديد

0

تعكس العلاقات العربية المتنامية في الفترة الأخيرة قناعة استراتيجية لدي قادة المنطقة على أهمية وضرورة تنمية وتطوير هذه العلاقات على كل الأصعدة والمستويات، وهو ما يعتبر ضرورة ملحة في هذه المرحلة الدقيقة والفارقة في تاريخ منطقتنا العربية وذلك لإعادة التوازن المفقود وحماية الأمن القومي العربي واستعادة السلام والاستقرار. خاصة أن بلدان المنطقة العربية تجمعهم وحدة المصير والمصالح الاستراتيجية المشتركة.
بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجه منطقتنا العربية نجد إنها تستلزم أن يكون هناك موقف عربي قوي موحد قادر علي مواجهة الأزمات والقضايا التي تمثل تهديد للأمن القومي العربي والتي تفرض أهمية ترسيخ وحدة الصف العربي لتحقيق المنفعة المتبادلة وتعظيم العمل العربي المشترك نحو أفاق أرحب. فقد شاهدنا التقارب المصري الخليجي ومشاركة مصر لأول مرة في أعمال واجتماعات مجلس التعاون الخليجي كدلالة وتأكيد علي عمق ومتانة العلاقات المصرية الخليجية وحرص كلا الطرفين علي أهمية التنسيق والتشاور بينهم تجاه التحديات المشتركة خاصة وأن القيادة السياسية دائمًا ما تبعث برسالة واضحة في كل المحافل الدولية بأن أمن الخليج هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، وبالتالي هذه المشاركة سيكون لها انعكاساتها الإيجابية علي العلاقات العربية العربية علي كل المستويات سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا ورياضيًا، وسيحدث قفزات دبلوماسية ينتج عنها تبريد الأجواء وجعلها أقل توتر وأكثر ديناميكية وهذا ما شاهدناه من احتضان قطر لبطولة كأس العرب وتأثير ذلك إيجابيًا علي اللُحمة العربية.
بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجه منطقتنا العربية نجد أن أهمها هو العمل على إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وهذه القضية تجبر كل الدول العربية على التخندق داخل نفق واحد لمواجهة التحديات والعراقيل التي تمنع إقامتها. أيضا الوضع في سوريا والرغبة المتزايدة في عودة سوريا مرة أخري إلى الجامعة العربية في دورتها القادمة التي ستنعقد في الجزائر العام المقبل. وأيضًا تطورات الأوضاع في ليبيا والموقف العربي الواحد الداعم للحل السياسي في ليبيا وضرورة وجود حل سياسي ليبي ليبي والتأكيد على خروج المرتزقة والمقاتلين الاجانب لكونهم يمثلون تهديد واضح وصريح لدول جوار ليبيا وللمنطقة العربية بأكملها. كذلك الأوضاع الملتهبة في اليمن وعدم استقرارها والرؤية السياسية غير الواضحة والتهديد الكبير للشقيقة السعودية وبالتالي لابد من العمل على وقف إطلاق النار بشكل شامل وتنفيذ اتفاق الرياض باعتباره خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية. وأيضا التحركات القوية التي تظهر الإرادة السياسية العربية لعودة العراق مرة أخرى لحضنها العربي. كل هذه التحديات تستلزم إرادة سياسية عربية مشتركة لمواجهتها للحفاظ على الأمن القومي العربي وجعل بلداننا العربية أكثر قوة وتماسك.
خلاصة القول إنه منذ تولي الرئيس السيسي سدة الحكم في العام 2014 كان هناك حرص كبير على إعادة العلاقات العربية العربية إلى سابق قوتها وعزتها وإقامة علاقات متوازنة مع كل الدول ورغبة صادقة وإرادة سياسية لا تلين في سبيل تعظيم دور العمل العربي المشترك على كل الأصعدة وصولًا إلى مستويات غير مسبوقة وتكوين أرضية خصبة يتم البناء عليها، وهذا ما أشادت به كل القوي العربية والإقليمية والدولية. وعليه فقد حققت الدبلوماسية المصرية انطلاقات عززت ورسخت ثقل مصر وعظمت دورها المحوري إقليميًا ودوليا وبات للسياسة الخارجية المصرية محددات قوية تقوم على الاحترام المتبادل والشراكة الاستراتيجية وتحقيق المنفعة المتبادلة دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول ويأتي هذا في إطار سعيها الدائم في الحفاظ على الأمن القومي العربي باعتبار مصر هي المدافع الأول عن كل قضايا المنطقة العربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.