هاني رفعت يكتب | التنسيقية والجمهورية الجديدة

0
منذ إعلان تأسيسها وانطلاقها في إبريل 2018، استهدفت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أن تكون منصة حوارية بين الشباب من كل التيارات السياسية، وأن تضعهم في بؤرة الضوء وتحمل أصواتهم إلى واجهة المشهد ودائرة صنع القرار.
التنسيقية أعلنت منذ يومها الأول أن هدفها تقوية الأحزاب، وإيجاد قنوات ومساحات اتصال وتقارب مع الدولة، عبر المشاركة السياسية والعملية الفاعلة بأفكار وأوراق عمل ومقترحات ومشروعات قوانين، أو بالحوار المباشر مع المسئولين، إضافة إلى الحوارات المجتمعية والفكرية الموسعة وبلورت الرؤي وعرضها على المجتمع السياسي ومؤسسات الدولة.
ضمت التنسيقية مجموعة من السياسيين المستقلين وممثلي العديد من الأحزاب صاحبة التاريخ السياسي والحضور الراهن في المشهد، وضمت كل التيارات ودوائر الأفكار والأيديولوجيات. وبالفعل نجح الجيل صاحب المبادرة بتأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في إنشاء كيان سياسي ذي قاعدة مستقرة وخلفيات ناضجة وأفكار ثرية ومتنوعة، سعيا إلى إعلاء مصلحة الوطن والمشاركة الجادة في بناء الجمهورية الجديدة، ومواكبة حركة التنمية والنهضة.
الآن تعمل التنسيقية وفق برنامج واضح، وبرؤية شاملة ومكتملة، كانت أبرز تجلياتها قبل يومين بإطلاق الاستراتيجية الجديدة للعمل، وتضم تلك المؤسسة السياسية والفكرية الشابة عددا كبيرا من الشباب ذوي الوعي والحماس لخدمة مصر، والعمل علي رفعة شأنها، ويُمكن إحصاء عشرات الإسهامات المهمة لهم وللتنسيقية خلال الفترة الماضية من عمر كيانهم الجاد، إذ شاركوا بمشروعات وأفكار ومقترحات مهمة وفاعلة، وذات إسهام مباشر في إثراء الساحة السياسية، كما كانت لهم مواقف واضحة إزاء بعض القضايا الوطنية، ودائمًا ما تعمل التنسيقية بكل أعضائها ومنتسبيها على تطوير نفسها داخليًا، بالتدريب والدراسة والمنتديات ونقل الخبرات، فضلًا عن المشاركة الإيجابية الآخذة بزمام المبادرة في الحياة السياسية.
            رغم العمر القصير للتنسيقية، إلا أنها حققت نقلة نوعية في عمل الشباب علي الحياة السياسية، حتي أصبح معظم الشباب يتمنون الانضمام لهذا الكيان، وأحب أن أنوّه هنا بأنهم استغلوا الفرصة التي سنحت لهم للمشاركة الجادة والفعالة في الحياة السياسية، وقدموا من الأفكار والمقترحات ومشروعات القوانين ما ينم عن جيل واعٍ ومدرك لحجم المخاطر والتحديات التي تواجهها الدولة المصرية، حتي أصبح واضحا للجميع وجود جيل سياسي شاب ومثقف ومدرب تدريبا علي أعلي مستوي، ولديه رؤية واضحة لمستقبل الحياة السياسية داخل مصر، وكان الحافز والمؤثر في كل ذلك ما وفرته القيادة السياسية ومؤسسات الدولة من دعم وفرص للشباب، لعرض أفكارهم ومشروعاتهم، والتعامل الجاد معها ووضعها موضع التنفيذ.
استجابت القيادة السياسية لكثير من مطالب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ومنها تفعيل مشاركة الشباب في كل مستويات صنع القرار داخل الدولة، الأمر الذي تحقق بشكل فعلي عبر اتساع مجالات المشاركة لكل الفئات الشابة في المناصب التنفيذية والنيابية، وقد أعدت التنسيقية لهذا الأمر جيدا، ووضعت استراتيجية تتماشي مع تطور الحياة الحزبية والسياسية في مصر، كما أخضعت الأعضاء الجدد لفترة إعداد وتأهيل تراوحت بين 6 أشهر وعام، تشمل كل مجالات التنمية السياسية والإدارية والبحثية والذاتية، إضافة إلى الفكر والفن والإبداع، مع التأكد من حصول المتدرب علي الحد الأدنى من التأهيل بالتنسيق الكامل مع نادي مدربي التنسيقية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.