عادل الباجوري يكتب | ضحايا شياطين الأنس
الجهل والحقد والكره والغيرة والحسد كلها أسباب ودوافع تجعل البعض يقدم علي إرتكاب أكبر الكبائر بل وأعظمها وإحدى السبع الموبقات ألا وهو السَّحْرُ فقد انتشر بين أفراد المجتمع الواحد ليحرق قلوب ويُوصد عقول ويعصف بأحلام ويهدم بيوت ، بأي ذنب يتفرق الزوجان ويتباغض الحبيبان ، بأي ذنب يكره الحبيب حبيبه ، والزوج زوجه ، والخليل خليله ، والأب أبنائه ، والأم أبنائها ، والأخ أخاه والصديق صديقه ، بأي ذنب يعوق الولد أبواه ، ويقطع رحمه بأي ذنب يعصي ربه تاركاً صلاته وأذكاره وواجباته تجاه ربه ليستقيم علي طريق الشيطان . التشاحن والبغضاء والقطيعة نتيجتها تفكك أسري .
ما ذنب هؤلاء أن يصابوا في دينهم ودنياهم، ماذا وراء كل ذلك إلا رغبة شيطانية لإنسان أو إنسانة تجردت من كل معاني الإنسانية والرحمة بل وكفرت بما ُنَّزل علي محمد ليريحوا صدورهم التي ضاقت وأعينهم التي ٌطمست (( يقول رَسُولُ اللَّهِ ( ص ) إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّنسنن يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ قَالَ الأَعْمَشُ أُرَاهُ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ . الحديث رواه مسلم .
والسحر كبيرة من أكبر الكبائر جعلها الله سبحانه وتعالي بعد الشرك بالله (( وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )) .
والساحر الذي يقوم به كافر بالله عابد للشيطان طائع له ( يقول تعالى ” وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ ” “الآية ” ) .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(( حد الساحر ضربه بالسيف )) . أخرجه الترمذي
وطالب السحر ما هو إلا إنسان حاسد حاقد جاهل يستعين بالكافرين لقضاء مآربه وفي سبيل ذلك خسر دينه ودنياه يقول الله تعالى : ” وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ” صدق الله العظيم
وبذهابه إلي السحرة ليسألهم عن شئ لا تُقبل له صلاة فعن بعض أزواج النبي ( ص ) عن النبي ( ص) قال (( من أتي عرافاً فسأله عن شئ ، لم تقبل صلاته أربعين ليلة )) رواه مسلم ومن أتاهم مصدقاً إياهم بما يزعمونه من معرفة علم الغيب والنفع والضرر فهو كافر خارج عن ملة الإسلام . فعن أبي هريرة رضي الله عن النبي (ص ) قال (( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد (ص ) )) وراه أحمد . ”
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أوتكهن له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ))رواه البزار
والمسحور ضحية الحقد والحسد يجب أن يدرك أن ما به من أذي ما هو إلا إبتلاء من المولي عز وجل فليحتسب الأجر والمغفرة عند الله وأن يأخذ بالأسباب الشرعية المباحة في علاج نفسه وإبطال سحره وأن يوقن أن السحر لا يعالجه ساحر والسحرلا يُعالج بالسحر فاللجوء للساحر كفر وإنما المخرج والملجأ لله عز وجل وقد جعل الله الأذكار وقراءة القرآن والرقية الشرعية وكثير من المحصنات في القرآن والسنة يجب اللجوء إليها والأخذ بها ويجب ألا يترك المسحور أذكاره وصلاته حتي لا يبعد عن عبادة ربه ويسير في طريق الشيطان فتتبدل أوضاعه وتنقلب حياته رأساً علي عقب قال تعالى ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾
وعليه الصبر والإخلاص في الدعاء والتوجه وأحاسيسه ووجدانه لله سبحانه وتعالى والتضرع إليه والإلحاح في الدعاء حتي يذهب البلاء وتستقيم الأمور وتعود الروح لينبت الجسد ويعود الحب لتبتسم العيون وتعود المودة لتتشابك الأسر وتتراحم ، فإن الله سبحانه وتعالى يقول ” أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السّوَءَ وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَآءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مّعَ اللّهِ قَلِيلاً مّا تَذَكّرُونَ ” صدق الله العظيم