محمود السيد خليفة يكتب | الرياضة والتسلية
الرياضة ليست مجرد وسيلة للتسلية ولا لحصد الألقاب أو تحقيق الشهرة ولا حتى ساحة لتصفية الحسابات والصراعات وإنما هي مصدر للسلوكيات الصحيحة ومجال يمكن خلاله إذابة الخلافات وترميم بذور الثقة بين الأفراد والشعوب.
للرياضة هدف أسمى وهو التقريب ما بين الشعوب لاسيما في الممارسات القارية والمحافل الدولية، إذ تعمل على تلاقي الشباب، والاستفادة من التجارب الإنسانية، والأفكار التي لدى الآخر، وهذا عين ما دعت إليه الأديان السماوية ومنها القرآن الكريم، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”.
لطالما كانت الرياضة مجالًا للتعاون والتبادل الثقافي بين الأمم والشعوب بل أنها استخدمت تاريخيًا أداة للتقارب بين القوى السياسية والاقتصادية وحتى بين تلك التي دخلت في صراعات أو نزاعات مسلحة.
التقارب بين الشعوب من شأنه أن يسهم بشكل كبير في نشر ثقافة التعايش السلمي الإنساني بين البشر على نحو أفضل. وما رأيناه خلال الأيام الماضية من جلوس مشجعين الفرق الإفريقية بجوار المشجعين المصرين في المدرجات لتشجيع المنتخب المصري والتقاط الصور وتبادل التيشرتات مع الجمهور المصري ما هو ألا الهدف الأسمى للرياضة الذي نسعى إليه جميعًا.
أيضا ما شاهدناه قبل وأثناء وبعد مباراة المنتخب المصري أمام المنتخب الكاميروني من تفاعل الجهور العربي أمام شاشات التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي من الأشقاء ما هو ألا إن الرياضية لغة تقارب بين الشعوب، فأصبحت الرياضة أداة قوية لتوطيد الروابط والشبكات الاجتماعية، ولتعزيز المثل العليا للسلام والأخوة والتضامن واللاعنف والتسامح والعدالة.
يمكن للرياضة أن تكون رسالة محبة وإخاء بين الشعوب، يمكنها أن تعلم الناس كيف يتعارفون، وكيف يتآلفون، وكيف يشد بعضهم أزر بعض، وكيف تجمعهم مشاعر واحدة تتجاوز فروقاتهم البشرية.
إذا كان التنافس الرياضي بين الشعوب أمرًا مندوبًا إليه في شتى المحافل لما يحققه من تبادل الثقافات والخبرات، ويحقق التعارف الإنساني بين البشر بغض النظر عن الدين أو الجنس، أو العقيدة، فالرياضة إذن في المحافل العالمية معرض أو محفل عالمي تعرض فيه الدول والشعوب ثقافتها، وأخلاقها، وحضارتها، ومبادئها، من خلال شبابها الذين توفدهم الدول لتمثيلها في هذه البطولات وفضلًا عن هذا فإنها تخلق صداقات وعلاقات إنسانية بين الشباب.