راجية الفقي تكتب | الكليات التكنولوجية … كمان وكمان

0

خطت مصر منذ حوالي 3 سنوات خطوة هامة جدا في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لشبابنا هذه الخطوة التي انتظرناها كثيرا هي إنشاء الجامعات والكليات التكنولوجية، ولا نعني هنا تلك الكليات التي تتخصص في علوم الحاسب الآلي والبرمجيات والشبكات ولكنها هي كليات وجامعات يغلب عليها الطابع المهني أكثر من الدراسة الاكاديمية التقليدية. صدر قرار جمهوري بانشاء تلك الجامعات سنه 2019 وبالفعل تم انشاء ثلاث جامعات وتخصيص آراضي لإنشاء 6 جامعات جديدة والجامعات التي تم انشاءها هي: القاهرة الجديدة التكنولوجية – جامعه الدلتا التكنولوجية – جامعه بني سويف ، ومن الجدبر بالذكر أن هذه الجامعات تقبل بنسبة تتجاوز 75% من طلابها من خريجي الدبلوم الفني 3 سنوات و5 سنوات أو ما يعادلها من خريجي المعاهد المتوسطه في حين أن باقي النسبة تخصص لخريجي الثانوية العامه ومن هنا يتضح الدور المنوط به هذه الجامعات وهي النهوض بالكوادر الفنية المتخصصة واعطاءها المزيد من الاهتمام والدعم لاعدادها لسوق العمل بمزيد من الحرفيه وبمهارات جديدة ومتخصصة. ولا يقتصر القبول بتلك الجامعات فقط على الحصول على مجموع الدرجات المطلوبة ولكن يجب على الطلبه المتقدمين خوض اختبارات للقدرات والمهارات التي تأهلهم وتضمن جوده وكفاءة الطالب وقدرته على الدراسة في تلك الجامعات.

تكمن أهمية تلك الجامعات في أنها أصبحت رافدًا مهمًا في مسارات التعليم العالي في مصر، هذا التعليم القائم على الكوادر الفنية المدربة بشكل عملي والقادرة على المنافسة في سوق العمل المحلي والاقليمي والدولي وياتي ذلك عن طريق عقد العديد من الشراكات مع مختلف الدول ذات الخبرة الجيدة في هذا النوع من التعليم وتوفر الجامعات التكنولوجية للطلبة التدريب العملي بالمصانع والشركات في البيئة المحيطة بالجامعه بحيث يطلع الطالب على الاحتياجات الفعلية لسوق العمل.

إن نجاح التجربة يتجلى في أعداد الطلبة المتقدمين سنويًا للالتحاق بالجامعة، هذه الأعداد تبرهن على أن المجتمع يتغير وأن خريطة وظائف المستقبل الجديدة بدأت تتضح للمواطن المصري وبالتالي كان لها تأثير كبير على اختياراته وتفضيلاته المستقبلية خاصة في مجال العمل والدراسة.

تتميز الكليات التكنولوجية باعتمادها مجموعه غاية في الأهمية من البرامج الجديدة التي تتواكب بشكل رائع مع المتطلبات الحديثة ومنها برامج خاصة بالطاقة الجديدة والمتجددة وبرامج متخصصة في تكنولوجيا الاطراف الصناعية وآخر خاص بالاتوترونكيس والميكاترونكيس وتتباين تلك البرامج من جامعه الى الاخرى وفقا لمكان الجامعه والبيئة المحيطة بها. تسعى الدولة المصرية دائما نحو تبني كل ما يساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقديم الدعم للجامعات والكليات التكنولوجية وتشجيع الطلبه على الالتحاق بها هو بحق أحد الاسس القوية المساعدة لتحقيق التنمية ولكن يظل هنا الدور الهام والمطلوب من رجال الاعمال ورجال الصناعه في مصر لدعم هذه الجامعات سواء الدعم المادى بتقديم المنح الدراسية للطلبه الجادين وغير القادرين وتوفير وتسهيل اللوجستيات لهم وللجامعات وكذلك فتح الفرص التدريبيه للطلبه الدارسين في هذه الجامعات في المصانع والورش الفنية حتى تكتمل الدراسة لهم ويتحقق الهدف من انشاء هذه الجامعات ومساعدة الدولة المصرية في رفع المستوى الفني والعلمي والعملي لكل العمالة الفنية المصرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.