محمد الداوي يكتب | الإعلام كأداة حرب

0

يُشكل الإعلام أحد الأدوات الرئيسية في إدارة الحروب، سواء كان وسيلة للحشد وبث الروح البطولية في جنود وشعب البلد الذي ينتمي إليه أو وسيلة للحرب النفسية وبث الشائعات وإضعاف الروح المعنوية لدي جنود وشعب البلد العدو، وبخاصة عقب انتشار المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يعرف بحروب “الجيل الخامس” وتعد الحروب الإعلاميّة من أخطر أنواع الحروب نظراً لتأثيرها في نفسية متلقى المعلومة، فهي ترسخ فى عقله معلومات مضللة تعمل على زعزعة الثقة.
تلعب العمليات النفسية دور هام في وقت المحن والأزمات ومواجهة أعداء الدولة في الداخل والخارج وظهرت هذه الصورة بوضوح خلال الحرب الروسية الأوكرانية حيث تم توظيف الإعلام كوسيلة من وسائل إدارة الحرب بين المعسكرين الروسي والغربي، الداعم لأوكرانيا.
نشرت وسائل الاعلام الغربية العديد من التحليلات والمقابلات التليفزيونية، في محاولات لتوجيه الرأي العام العالمي ضد روسيا، وعمل الغرب أيضًا على تقييد وسائل الإعلام الروسية من خلال حظر عدد من القنوات منها روسيا اليوم و سبوتنك وغيرها.
على الجانب الآخر صور الإعلام الروسي، الحرب القائمة في أوكرانيا بأنها عملية عسكرية خاصة وليست حربًا، أكثر من ذلك حذرت روسيا حظر أي وسيلة إعلام روسية مستقلة لا تغطي الحرب بالطريقة التي تريدها السلطة العسكرية، بالإضافة لفرض “قيوداً على الوصول” إلى “فيسبوك” في روسيا، ردًا على القيود التي فرضتها الشركة على المحتوى الروسي، وتبادلت روسيا والدول الأوروبية إغلاق المواقع والمنصات الإعلامية، فلا يوجد إعلام مستقل في ظل الحروب.
وسائل الإعلام الآن باتت تلعب دور محوري في تسيير مجريات الأمور في الحياة العامة، وأصبحت سلاحًا يمكن استخدامه لقلب موازين القوى وبخاصة بعد أن تطورت التكنولوجيا وأصبحت وسائل الإعلام متوفرة في كل وقت وأي مكان ولا يمكن لأى شخص أن يبتعد عن تأثيرها، وتجاوزت وسائل الاعلام دورها التقليدي في نشر الاخبار، لذلك أصبح من الضروري أن ينتبه القائمون على الإعلام إلى هذه الحقيقة، و العمل على بث المضامين الإعلامية الهادفة إلى توجيه سلوك المواطنين وحثهم على تحمل مسئولياتهم، وسرعة بناء كوادر إعلامية تستطيع مخاطبة الخارج والتواصل مع الرأي العام الدولي والتأثير فيه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.