خالد النجار يكتب | بركة رمضان

0

من جديد يعود رمضان بروحانياته وبهجته، انكشفت الغمة وانزاح الهم، أوقات عصيبة مرت علينا، حبست كورونا الأنفاس وزرعت الرعب في النفوس، فقدنا أعزاء، وتغيرت الأحوال وتبدلت العادات. كانت الدولة المصرية على قدر المسئولية وكان الله مع الغلابة واستجاب لدعواتنا، فمرت الأزمة بسلام، فما رأيناه من مشاكل في العديد من الدول منتقص الغذاء والدواء يجعلنا نفتخر بمصريتنا وتعامل الدولة بحرفية، وستر الله كان معا لمصريين.
عاد رمضان من جديد وأضاءت الزينة والفوانيس شوارعنا وامتلأت البيوت ببركة رمضان، وامتلأت المساجد بالمصلين لأداة صلاة التراويح. فرحة بعودة الحياة لطبيعتها والرجوع لما قبل كورونا، نتمنى أن تكتمل الفرحة وتختفي لعنة كورونا وفيروسها الذي بدل السلوك وبدد الأموال وزرع الخوف.
يبدو أن البعض لم يتعظ من غمة كورونا، وأفرزت سلوكيات سيئة، وجشع واضح لدى البعض، ظهر تجار الأزمة كعادة كل محنة، لكن كانت هناك صورًا إيجابية للتكافل والتواصل والرحمة والترابط وعمل الخير ومساعدة الغير.
مع فرحة الناس بعودة رمضان زمان ببهجته وبركته، غفلنا بعض التجار باستغلالهم، وشغلونا بتعليق الزينة على محلاتهم لكنهم تمادوا في جشعهم وضاعفوا الأسعار وزودوها، زيادة جديدة مع قدوم رمضان خلاف الزيادة التي لم يمر عليها أيام. مع كل حدث أو علاوة أو مناسبة يتبارى التجار في الجشع واختراع الحجج وابتكار الحيل لرفع الأسعار. الردع هو الحل، والرقابة المضاعفة واجب وضرورة.
ماذا لو لم تتخذ الدولة كل الوسائل لتوفير السلع؟ ماذا كان يفعل بنا هؤلاء التجار الجشعين؟ لا أخلاق ولا دين. تصيد واستغلال زاد وتضاعف مع قدوم رمضان. يا رب سلم.
تضخ الحكومة السلع في كل اتجاه، وفى كل محافظة ومدينة تقيم الشوادر والمجمعات وتتحرك قوافل السيارات. سيارات الحيش في كل الميادين باللحوم والخضروات والسلع، وقوافل مستقبل وطن ومجمعات أمان وشوادر وزارة التموين، المجمعات الاستهلاكية تعج بكل شيء، لكن هناك قلة تتفنن في الاحتكار وتعشق مص دم الغلابة.
أعود وأكرر أن الردع وتشديد الرقابة هو الحماية والأمان من جشع هؤلاء الذين لا يرق قلبهم ولا يشعرون بالناس. يبقى السلاح الأقوى بتفعيل سياسة الترشيد فهي القوة القاهرة التي أثبتت الشعوب المتحضرة أنها السلاح الرادع لكل محتكر ومسيطر، ليتنا نتفاعل ونكون روابط تدعم تلك السلوكيات الحميدة فهي أقوى وأبلغ رد على كل جشع.
الحمد لله على نعمة رمضان، أللهم أجعله شهر الخير على مصر وشعبها. ليتنا نعود لرشدنا بالبعد عن الجشع، فالترشيد مطلوب واتباع السلوكيات الحميدة والزهد هدف أسمى. رمضان شهر العبادات وليس مسابقة للأكلات.
ليتنا نعيد الروح بإحياء العبادات واخلاص النوايا حتى تزول الغمة ويرفع الله الوباء عن الأمة. ما بين رمضان مضى ورمضان قادم ببشائر خير، استعادت مصر بريقها دوليًا واستقرأ منها داخليًا مما كان له الأثر البالغ في جلب استثمارات عالمية، مشروعات عملاقة وتأسيس بنية قوية لدولة عفيه. قاطرة البناء تسير في ربوع مصر وبشائر خير بمشروعات عملاقة نتمنى انتهائها على خير لنجني الثمار ويعم الخير على الجميع.
بشائر خير وأيام رحمة، اللهم اجعلها أيام سعيدة على الجميع، أللهم بحق شهر رمضان وبركته أزح الوباء والغلاء واحفظ مصر وشعبها يا رب العالمين. رمضان كريم

* خالد النجار، رئيس تحرير مجلة أخبار السيارات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.