محمود حبيش يكتب | صك الوطنية في الاتحادات الرياضية
إلى متى يظل نزيف الوطن لكوادره وابطال الرياضات الفردية بسبب إهمال الاتحادات الرياضية؟ ومتى يتوقف رؤساء الاتحادات الرياضية عن وصم الأبطال الرافضين للعب باسم مصر بالخيانة؟ من اعطى رؤساء الاتحادات الرياضية صك الوطنية لإعطائه لمن يشاؤون؟ الى متى يظل اهتمام المسؤولين عن الرياضة في مصر منصب على كرة القدم وحدها دون غيرها من الرياضات؟
عزيزي القارئ، إن مصر على مر العصور ولادة للمواهب في كافة المجالات ودائمًا ما كانت لمصر الريادة في الألعاب الفردية كما تميزها في كرة القدم، لذا اريدك ان تبحث داخل ذاتك عن اجابات تلك الأسئلة ولنجد حلول سويًا.
إن ضعف الموارد المادية المخصصة للرياضات الفردية دائمًا ما يكون السبب الرئيسي خلف بحث اللاعبين عن اللعب باسم دول أخرى تقدر موهبتهم أكثر من راعيين الرياضة في مصر، وقد يكون ذلك في نظر البعض سبب غير كافي لكن لنكون منصفين فالرياضة هي مصدر رزقهم الأساسي أكثر من كونها هواية نتابعها أو نمارسها نحن العامة، بجانب إهمال العناية الصحية وعدم توفير الدعم المعنوي للاعبين كما اشتكى من ذلك بعض الأبطال فمن يكون مسؤول عن خروج مثل هؤلاء الكوادر من مصر؟
من المسؤول عن خروج: محمد الشوربجى بطل العالم في الإسكواش، حسن عواض لاعب كرة يد، فارس حسونة بطل العالم رفع أثقال، طارق عبد السلام بطل مصارعة، سامح الدهان بطل فروسية، هيثم فهمي بطل المصارعة، أحمد بدير بطل رمى الرمح، أيمن حسام الدين بطل كونغ فو.
مع استمرار السياسات نفسها المتبعة تجاه الرياضيين المصرين سيستمر نزيف البلد لكوادرها الشبابية وهم ثروة مصر الأهم والأغلى. ثم يتابع رؤساء الاتحادات الرياضية تغطية فشلهم بوصم الأبطال المصريين بالعار والخيانة، الا أن الأولى أن يُتهموا هم أنفسهم بالخيانة والتقصير في حق الوطن أولًا وحق هؤلاء الرياضيين الذين كان يطمح أكثرهم في تقدير معنوي أو تكريم وحضور مؤتمرات الاتحاد أو فُتات التقدير المادي مما يُخصَّص للاعبين كرة القدم.
إن السيد رئيس الجمهورية يحرص دائمًا على تكريم أبطال الألعاب الفردية بنفسه وكأنه يوجه رسالة صريحة لرؤساء الاتحادات الرياضية بضرورة الاهتمام بالرياضيين وتوفير كامل الدعم لهم ليكون تركيزهم منصب على تحقيق النصر والميداليات الذهبية لمصر بدلًا من أن ترفع بسواعد مصرية لأعلام دول أجنبية، ولا نزايد على وطنية أحد لكن الخائن من يذكر اللاعب الرمز ” محمد صلاح ” بالمدعو في المخاطبات الرسمية، المقصر من لم يدعُ اللاعب أحمد برادة أحد مؤسسي لعبة الاسكواش في مصر لمؤتمرات الاتحاد ….. الخ .
لا ينحصر دور الأبطال على البطولات والميداليات فقط فكم تدفع وزارة السياحة لنجم أجنبي مقابل بضع صور لحملة ترويجية للسياحة في مصر في شرم الشيخ أو الغردقة، وأبطالنا أبطال العالم في رياضاتهم يفعلون ذلك على حساباتهم الشخصية بوسائل التواصل الاجتماعي بصورة مجانية في كل إجازة يقضونها في مصر.
على المسؤولين عن الرياضة في مصر وقف ما يحدث من نزيف في صفوف الرياضات الفردية ولن يتم ذلك غير بالاستماع بإنصات لمشاكل اللاعبين والوقوف على مصادر الفساد في الاتحادات الرياضية وتوجيه الاهتمام والاعلام والتمويلات اللازمة للرياضات الفردية بنفس القدر من الاهتمام لرياضة شعبية مثل كرة القدم، وتشكيل لجان للتصالح مع اللاعبين المنضمين لمنتخبات أخرى وتطهيرهم من وصفهم بالخيانة والعار ولو على سبيل الاستفادة من شهرتهم في مجال الترويج السياحي لمصر ولوقف الأفكار الانشقاقية في صفوف الرياضيين والبحث عن فرص أحسن ماديًا مع منتخبات أخرى. حفظ الله مصر وجعلها كما تستحق أمة عظمى بين الأمم.