أحمد جبار غرب يكتب | الرياضة حب وطاعة واحترام
هكذا تعلمنا وسنبقى نتعلم ذلك .كنت اعتقد ان الانسان الناجح في حقل ما يكون خالي من الشوائب إلا ما ندر هذه الندرة تحتمها الطبيعة البشرية القائمة على التناقضات والنفعية والمصالح الانانية وتكون ضمن (التندر) الطبيعي لقياس السلوك الانساني ..هنا لا اتكلم عن الانسان البسيط في علاقاته ووعيه الفكري ونضجه الاجتماعي اي خطأ يقوم به البقال او الحلاق الخ ..يندرج تخت يافطة قلة الافق وعدم المعرفة وافصحت لنا طبيعة حياتنا ان نتعلم من التجربة في استقامة سلوكنا من الخطأ والصواب لكي نقيم مستوى السلوك والحاجات وهكذا، يعني خطأ البقال واللحام وغيرهم تقترن دائما بقلة الخبرة او سوء الفهم او لحاجة ذاتية محض كل هذا يدخل ضمن الاطار الطبيعي لتدراك الاخطاء ..اتكلم هنا عن النخبوي الواسع الافاق المسلح بالخبرة الحياتية والعلاقات الاجتماعية المتنوعة نتيجة ما حصل عليه من كم هائل من المعلومات المقروءة والمرئية والمسموعة حصن بها نفسه من أية مزالق أو اندثار مما كون لنا شخصية اشبه بالعصامية التي تتسم بالتقدير والاحترام.
كنت متتبعا جيدا لأحد البرامج الرياضية التي تظهر يوميًا على الشاشة الصغيرة، اعجبني المقدم بثقافته الرياضية وحضوره المقبول في الالقاء وتناول شتى الموضوعات المهمة والمؤثرة في الوسط الرياضي، لكن بمرور الايام والسنين وبصعود نجم هذا المقدم الى اعلى مستويات من الشهرة والتألق خلق عنده وضعا نفسيا آخر مزيج من التعظم والغرور والغطرسة وهذه الصفات ليست ذميمة بل انها مقترنة بالإنسان وطباعه المختلفة اذا ما جرى التعامل معها بطريقة سليمة والسيطرة على نوازعها، حالة التكابر والتعملق خلقت له عقدة نفسية أنه لا يخطئ أبدًا وكل محاوريه إذا ما عارضوه سيحكم عليهم بالجهل والجبن من قول الحق وعندما تسيطر فكرة ما على العقل اللاواعي تتمكن منه شخصيا وتصور له امور بعيدة عما ينظر لها شخصيا فكلنا نعرف أن الحق ليس مطلقًا وأن الحقيقة دائمًا ليست كاملة هناك تزاحم نسبي في المفاهيم والمفردات بين الحق والباطل وبين كل المتناقضات لأجل استمرار الجدل الانساني والمعرفي الى ان يفضي إلى التطور واكتمال الأفكار، صاحبنا ركبت رأسه أنه مدافع عن الحق والمظلومين واختار وسائله الخاصة لتحقيق ذلك ودخل في سجالات ونقاشات مثيرة مع اطراف رياضية يقول انه يدافع عن الحق في آراءه من خلال الاستهانة بالآخرين رغم أن ذلك غير معقول فلا وصاية على الحقوق من اي طرف كان لأننا لسنا في غابة وانا هنا اتكلم عن الجانب الرياضي وحسب مع ان البرنامج الرياضي يتطلب من مقدمه ان يكون حياديا في التناول وفي ايصال المعلومة دون اثارة او استفزاز طرف على اخر فرض الخصومات مع زملاء او اشخاص مؤثرين يقلل من قيمة مقدم البرنامج وهويته الرياضية ويدخله في منحى التوظيف السياسي ،المشاهد لاحاجة الى سماع اسقاطات الاخرين والتشهير بهم بالفاض نابية بعيدة عن الذوق والاحترام لمكانة الناس والخصوم انما يريد مادة رياضية خالصة خالية من الطرح المتوتر مبنية على احترام ذوقه ووعيه فيها تكثيف للمواد الرياضية ولا يريد أن يشركه المقدم في سجالات ونقاشات كريهة وتقليب المواجع تنم عن انانية مفرطة واحساس فارغ بالضخامة والكبرياء يجعل من الاخرين اقزاما او وضعاء في نظره وتلك هي الطامة الكبرى ان تكون ناجحا ومحاط في (كومة) من السلبيات تفضح عن نفسها وللنجاح ضريبة أن تتمترس بامكانيات الخلق الرفيع ومستوى النضج الجميل في التعامل اللفظي مع العلامات الاجتماعية المعروفة واي موضوع تقدمه يجب ان يراعي مشاعر الملايين التي تشاهدك وتتأمل ما تقول.
أنت مقيد بالسلوك القويم والتحلي بالصبر والاناة في التحاور والشجاعة ليست عضلات وكلمات فقط إنما سلوكًا أيضًا.