علاء اللامي يكتب | مجوهرات التاج الملطخة بدماء الشعوب

0

قرأتُ بعض المنشورات عن هذه المجوهرات في ما نشر على مواقع التواصل خلال الأيام الماضية، ولأني لا أثق تماما بكل ما ينشر فيها، ولتأكد مما نشر، بحثتُ عن مصادره، فوجدت المعلومات المفصلة التالية، وقد ترجمتها وأضفتها إلى الموثوق مما نشر: إنَّ أهم ثلاث مجوهرات تزين تاج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية هي مجوهرات مسروقة من أصحابها من ملوك وأمراء أجانب وملطخة بالدماء فهي إذن منهوبة من ثروات الشعوب في البلدان التي غزتها القوات البريطانية الاستعمارية:
*الأولى هي ماسة كوهي نور ( Koh-i-Noor). وتعني عبارة “كوهي نور” جبل من الضوء، وهي ماسة وزنها أكثر من 105 قيراط (21.61 غرام) مثبتة حالياً على تاج العائلة المالكة البريطانية. أول ذكر لهذه الماسة ورد في كتاب بابرناما “مذكرات ظهير الدين محمد بابر”، والذي يذكر أنها كانت مملوكة لراجا مالفا في الهند. ثم انتقلت إلى أيدي أباطرة المغول من 1526 إلى 1739. ومع ذلك، لم تأخذ اسمها الحالي إلا عندما انتقلت إلى يدي نادر شاه من بلاد فارس بعد أن نهب الشاه دلهي حين غزاها عام 1739.
-خلال الأعوام 1793-1818، شهدت أفغانستان حربا بين الأشقاء من أحفاد أحمد شاه دوراني على عرش أفغانستان. في عام 1800، تمت الإطاحة بالإمبراطور زمان شاه دوراني على يد أخيه غير الشقيق محمود شاه دوراني الذي سمل عينيه وسجنه في زنزانات القلعة الملكية في كابول. لم ينجح الحاكم الجديد في الحصول على الماسة الشهير التي اختفت من الخزانة الملكية. في عام 1803، أطاح به الأخ الآخر شاه شجاع دوراني وأعلن نفسه إمبراطورًا بدوره. أول عمل قام به هو تحرير أخيه الأكبر، الإمبراطور السابق زمان شاه. فكشف له الأخير مكان اختباء جوهرة كوهي نور في جدران زنزانته. حوالي عام 1814، تنازل شاه شوجا على مضض عن الجوهرة للأمير راجا رانجيت سينغ مؤسس أول مملكة سيخية في البنجاب شكرا له على ضيافته أثناء رحلته في عام 1814.
– في عام 1849 صادر البريطانيون جوهرة كوهي نور من ابنه دوليب سنغ، آخر حاكم للسيخ، وكان عمره 11 سنة، عندما صادروا جميع ممتلكاته. وقد قدمت الماسة في 3 تموز 1850 إلى الملكة فيكتوريا للاحتفال بالذكرى الـ 250 لتأسيس شركة الهند الشرقية الإنجليزية. في عام 1852، وتحت إشراف الأمير ألبرت، تم قطعها من 186 إلى وزنها الحالي البالغ 105 قيراط، أي من 37.21 إلى 21.61 جرام لتحسين تألقه، ثم رُكبت أكثر من ألفي ماسة أخرى. في عام 1936، تم تثبيت الجوهرة الكبرى كوهي نور على تاج الملكة إليزابيث الجديدة، زوجة الملك جورج السادس.
-تطالب حكومات الهند بشكل دوري من الحكومة البريطانية والتاج باستعادة الجوهرة، على اعتبارها المالك الشرعي والتاريخي لها ولكن دون جدوى/ مادة مترجمة عن الفرنسية/ الموسوعة الحرة.
*الثانية هي الياقوتة الحمراء وكانت تعود لأبي سعيد محمد السادس الخزرجي الانصاري أحد ملوك غرناطة، الذي قتله “بيدرو الرهيب” ملك إشبيلية غدراً بعد أن استضافه للحصول على جواهره، ثم إن أحد إخوة بيدرو خانه و تمرد عليه، فاستنجد بالأمير الإنجليزي إدوارد وودستوك، وقدم هذا الأخير المساعدة العسكرية المطلوبة مشترطاً الحصول على الياقوتة الحمراء، فكان له ما أراد بعد معركة “ناخيرا” التي دارت عام 1367م في إسبانيا.
*والثالثة هي جوهرة كولنيان وهي درة التاج البريطاني وقد استخرجت عام 1905 من منجم في جنوب إفريقيا وقد سخر واستعبد الآلاف من الأفارقة لحفر هذا المنجم ومات منهم المئات خلال عملية حفره.
*إضافة الى المجوهرات الثلاث سالفة الذكر للملكة إليزابيث هناك أيضا قلادة “نانا يآ أسانتيوا/الصورة”، المرأة اللي نظمت وقادت ثورة شعب الاشانتي في غانا ضد الاستعمار البريطاني، بعد عام 1896 حيث ضربت القوات البريطانية الحصار على الثوار ثم قتلتهم جميعا حتى النساء، وتستولي على مجوهرات قائدتهم نانا يآ أسانتيوا وخصوصا القلادة التي ارتدتها لاحقا الملكة فكتوريا.
* رسميا، جواهر التاج لا تقدر بثمن. لم يتم التأمين عليهم أيضاً، مما يعني أنه من المحتمل ألا يتم تقييمهم مطلقاً، كما يقول تقرير لموقع (reader’s digest). ويضيف الموقع أن “قيمة مجوهرات الملكة ‎إليزابيث كلها وصلت إلى أربعة مليارات دولار”. وهناك معلومة أخرى تفيد أن عدد الأحجار الكريمة في التاج الملكي هو 444 جوهرة، تبلغ قيمتها حوالي 39 مليون دولار.
والخلاصة هي أن الكثير من مقتنيات القصر الملكي في قصر باكنغهام هي من سرقات الإمبراطورية البريطانية لكل ماهو غالٍ ونفيس عند شعوب العالم التي ما يزال يحكم بعضها حتى اليوم أبناء وأحفاد أزلام إليزابيث المحليين في مستعمراتها السابقة والذين يبكونها ويمجدونها اليوم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.