اتريس سعيد يكتب | من أنت؟

0

هل سبق وسألت نفسك أين كنت قبل أن تأتي إلى الأرض ؟ حسنا ماهي حقيقتك؟! و كيف و أين ستكون بعدما تترك الجسد ! ماهو مصيرك؟ و ما هو شكلنا وحقيقتنا بدون الجسد؟
من هم البشر؟ للإنسان طبيعتان؟ هيكلية ترابية (الجسد) وهيكلية نورانية (الروح) يتطلب وجودنا في هذا العالم لبس قالب وهو جسدنا المادي، ووجودنا في هذا الجسد يحجب حقيقتنا النورانية.
في جزئية مهمة لابد من إدراكها، إن وجودنا على كوكب الأرض ذو الوعي والتردد الهابط يخفي عنا حقيقة وجود فئة من المخلوقات كل همها طمس الحقيقة ودفنها لمنع إسترجاع الذاكرة المفقودة منذ مجيئنا على الأرض والتي ضاعت بين طيات هذا الوعي الكوني وبسبب تأثير تلك المخلوقات على وعينا إستطاعوا أن يجعلوا من بعض البشر عقول محاطة بحواجز ترفض الحقيقة فنسوا أرواحهم ودورها فنسوا حقيقتهم الأصلية.
عملية فقدان الذاكرة هي تماما كالإستيقاظ من حلم لا نذكر إلا القليل منه ثم ننساه كاملا إن لم نسجله.
هنا يكمن الجزء الكبير عن كيف لنا أن يكون بمقدورنا أن نتذكر ما هي حقيقتنا ؟
حقيقتنا تشبه قطعة زجاج ضخمة وعندما سقطت إلى هذا البعد (كوكب الأرض) تجزأت و إنتشرت في أنحاء هذا العالم، إنقسم الوعي وأصبحت ذواتنا الأصلية ضائعة تائهة و ما يحصل معنا من أحداث أرضية من تجارب وخبرات وعلوم و فلسفات نكتسبها من محيطنا ما هي إلا محاولات منا لجمع شتات أنفسنا (حقيقتنا) الضائعة.
و السر يكمن هنا، نشعر في كثير من الأحيان بإنجذابنا لشخصيات كثيرة حقيقية كانت أم خيالية أو حتى أسطورية لكائنات يعدها البعض غير حقيقية، و هذا الإنجذاب ما هو إلا صرخات صامتة من النفس تقول لك فيها ها أنا ذا جزء مني موجود بذاك الشيء أمامك، أحيانا قد تنجذب إلى شخصية من حضارات قديمة أو قد تنجذب لحيوان أم نبات أو جبال، فكل ما تنجذب له من مجموع الشخصيات والمخلوقات ما هو إلا إنعكاس لمرآة نفسك التي تجزئت أثناء سقوطها هنا في هذا العالم.
عند البحث في تلك الشخصية أو أي شيء تنجذب إليه في الكون ودراستها تكون قد فتحت باب من الأبواب المغلقة في متاهتك العقلية وذاكرتك المفقودة وأزلت الغبار عن جزء من أجزاء نفسك المخفية بطريقة عكسية فتكون قد بدأت بجمع أول المكعبات الضائعة من حقيقتك، فكل ما تقابله من شخصيات أو قرأت عنه في أي مجال أو شخص أحببته ما هو إلا إنعكاس صوري لذاتك الحقيقية.
حتى الشخصيات الخيالية لو لم تكن حقيقية لما كان إستضافها العقل داخل أكوانه الداخلية فجسدته الحواس حتى صار صورة في عالمنا الخارجي كي يصبح فلما نشاهده كذلك شخصيات وأحداث أحلامنا فهي جزء من قدرنا أيضا بكل ما فيها من محتوى.
الحقيقة بأكملها مدفونة في داخلنا و ما علينا إلا جمع القطع المتناثرة وإعادة ترتيبها وتنظيف أنفسنا من غبار الأوهام و الأفكار الحجرية لتظهر الحقيقة، فأنت بكل ما تفعله في حياتك هنا ما هو إلا البحث عنك أنت، و في طريق البحث عن أنفسنا نبدأ بجمع القطع الضائعة شيئا فشيئا فتتضح الأهداف بمعرفة أنفسنا ومن نحن ولماذا جئنا هنا وما هو هدفنا الحقيقي لتكتشف الأسرار الكامنة وتنفجر الحقيقة و المعرفة داخلنا فتعود الذاكرة شيئا فشيئا.
و أهم شيء على الإطلاق هو الحب و كل ما هو مقترن بالحب، بالحب تذوب وتتحلل كل الحواجز و الموانع وتتبدد الأوهام فتتضح الرؤية،
إفعل ما تجده مناسبا لك من صلوات وتأملات فكل ما ترتاح له سيكون طريقك إلى الخلاص !
أنت اللغز وأنت مفتاح ذلك اللغز !
ما يلزمنا هو إيمان قلبي وتصديق عقلي، أتريد حدوث معجزة وأنت لا تؤمن بها أصلا ؟
إخلع رداء الخوف وأبحر في محيط نفسك ولتعلم أن طريق الخلاص هو بالكهف الذي تخاف دخوله !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.