عدلي عبد القوي العبسي يكتب | تغير المناخ هذا الوحش الجديد المرعب

0

الموضوع الجديد الذي شغل مساحه كبيره في الخطاب السياسي الراهن في العالم بات هو أيضا
ضيفا جديدا علينا في السنوات الأخيرة
فعندنا أيضا اخذ الموضوع نصيبه من الاهتمام وسبصبح بمرور الوقت احد مواضيع السياسه الأهم ومن أولوياتها البرنامجيه المفضله
ولم لا ومنطقتنا ليست مستثناه من تاثير هذه الظاهره المخيفه لان شعوبها هم الضحايا الاكثر تضررا

وسيحدث ذلك بقدر ما تبرز حده هذه الظاهره الطبيعيه وبقدر ما تتفاقم الظاهره الاساس المولده لكل مظاهر التغير المناخي الا وهي الاحتباس الحراري
وما حوادث الارتفاع المخيف مؤخرا في درجه الحراره في بعض المدن والمناطق في العراق و الاردن والجزيره العربيه والتقلبات المناخيه والتغيرات المفاجئه الا جرس انذار للتحرك الجماعي السياسي الحكومي والمدني لوضع استرانيجيات جديده للتخفيف من اثارهذه الظاهره المخيفه
ومن يعيش فقط في الأردن عاما كاملا سيرى اعاجيب هذه التقلبات.. والأمر هنا ليس مجرد ظواهر عرضيه طارئه او مجرد مناخ حار سئ او تقلبات مؤقته وانما يبدوا اننا سنكون بصدد أنماط جديده من المناخ تشمل تغيرات في أنماط الحراره والامطار والرياح والفيضانات والجفاف تضرب منطقتنا العربيه وتمتد الى جوارها

حسنا ما الذي تغير بخصوص هذا العنصر المناخي الأكثر حاكميه وتأُثيرا وتحديدا لغيره من العناصر ( اقصد هنا درجه الحراره ) الذي حدث هو أن الاحترار أصبح يأخذ فترات زمنيه أطول خلال الموسم الحار الذي يمتد لاشهر، بمعنى ان الأيام شديده الحراره سيزداد تكرارها والمدى الزمني لاستمرارها يزداد طولا
لكن الامطار ستقل عموما في أجزاء من مناطق الشمال العربي مع تزايد في العواصف المطريه المفاجئه وربما على العكس تزيد نسبيا في مناطق اخرى كاليمن وجنوب الجزيرة
وعلينا ان ننظر الى ما سيجلبه ذلك من تداعيات وخيمه على الامن المائي والغذائي والتصحر والهجره وانماط الحياه و انتشار الامراض…
كلنا يعلم ان منطقتنا العربيه هي في الاساس جافه وشبه جافه ونحن نعاني من هذا الحظ المناخي البيدولوجي السئ ابتداء ولا ينقصنا سوى هذا المضاف الطارئ الجديد الى المعادله الجغرافيه المناخيه اللعينه بما يعكسه من نصيبنا في الثروه المائيه وقدرتنا على انتاج الغذاء وتحقيق الاستقرار والازدهار التنموي وووالخ
نحن في ورطه او معضله اذا يسببها تغير المناخ. وتغير المناخ ليس لنا نصيب كبير في مسئوليته للأسف الشديد حتى يكون لنا عزاء في ذلك. وانما المسئوليه الكبرى تقع على عاتق الدول الامبرياليه الصناعيه العظمى ومعها ايضا الدول الناهضة العظمى كالصين والهند وروسيا والبرازيل.
لا شك ان ارتفاع درجه الحراره هو مصدر كل الشرور وهذا الارتفاع يتقاسم مسئوليته البشر ونشاطهم الانتاجي الصناعي الرأسمالي المتوحش الغير منضبط مع نشاط الطبيعه الاعتيادي، و على هذا انقسم العلماء والمهتمون والساسه الى حزبين رئيسين في الموقف من تغير المناخ بين من يعتبر تغير المناخ ظاهره طبيعيه ومن يعتبرها ظاهره يتحمل مسئوليتها الاكبر النشاط البشري الصناعي الراسمالي الكثيف المتوحش غير المنضبط
الذي يتسبب في المقذوفات الهائله من غازات الدفيئه المسببه للاحتباس الحراري كغاز ثاني أوكسيد الكربون المنبعث من المصانع والمركبات وقطع الغابات وغيرها من الانشطه البشريه المدمره.
إن زياده نسبة هذه الغازات في الجو يسبب عرقله خروج الاشعه الحمراء الحراريه الى خارج كوكب الأرض ويعكسها ويحبسها الى الأسفل وهو ما يسبب ارتفاع درجه الحراره وتسمى هذه الظاهره بال Green house effect وهي ما يحدث في البيوت الزجاجيه في الزراعه
لهذا دعا العلماء الى اهميه تخفيض نسبه الانبعاث من هذه الغازات واهمها ثاني أوكسيد الكربون الى نسبه معين في الجو لكي نخفض درجه الحراره الى مستوى معين عما كان عليه قبل قيام الثوره الصناعيه وهو ما اتفق عليه الساسه في المؤتمرات المناخيه والاتفاقيات الدوليه الهامه كاتفاقيه باريس
التي وقعتها معظم الدول قبل خمس سنوات والتي هدفت الى الاحتفاظ بدرجه الحراره عند مستوى درجه ونصف عما كانت عليه أيام الثوره الصناعية.
وقد وضعت الأمم المتحده في تقريرها التحذيري الصادر قبل سنوات والمعنون بـ (اخفضوا درجة الحرارة) عدة سيناريوهات لمخاطر الارتفاع لدرجتين او اربع درجات قياسا بمستوى ما قبل الثوره الصناعيه على كل مناحي الحياه الحيويه ك الزراعه والامن الغذائي والامن المائي والتنميه والهجره وانماط الحياه والامن والقيم وغيرها

لاحظوا هنا فيما يخص انقسام الحزبين مثلا الانقسام الحاد في مواقف الحزبين الجمهوري والديموقراطي في اميركا، وتعنت الاداره الامريكيه الجمهوريه الحاليه وانسحابها المخجل من اتفاق باريس !!! الشئ السار مع ذلك اذا علمنا ان الغالبيه المطلقه من خبراء وعلماء المناخ مقتنعون تمام بنظريه الاحتباس الحراري، التي يكذبها اليمين المتطرف الفاشي والديني ومعهم البورجوازيون أصحاب المصلحه في الانكار .
الظاهره كما قلنا في بدايه المقاله ستصبح موضوعنا المفضل وقضيتنا الأهم في السنوات القادمه وسيمتد تأثيرها لتطال حتى الاولويات البرنامجيه في السياسه والنشاط المدني. وبقدر ما تبرز الاثار السلبيه على مسيره التنميه وعلى الامن الغذائي والمائي و ما تخلقه من تعقيدات في حياه السكان وانماط معيشتهم وما تعكسه على تماسك مجتمعاتهم المحليه
ناتي هنا الى المنطقه العربيه المجاوره جغرافيا للبؤره الأشد لتغير المناخ.. تغير المناخ في اليمن وجنوب الجزيره العربية.
تغير المناخ عندنا في الآونة الأخيرة لم يعد موضوعًا ترفيًا بل أصبح موضوعًا في غاية الأهمية، لأن هذه الظاهرة الطبيعية ستغير فعلًا وجه الحياة في منطقتنا دون أدنى مبالغة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.