راوية حسين تكتب | الإعلام … هل ضلت رسائله السبيل؟ (1 – 2)

0

الإعلام المصري: هل ضلت رسائله السبيل؟ سؤال لطالما حير الكثير من أساتذة الإعلام والإعلاميين من أصحاب الرسالات والأقلام النظيفة، وكذا الكثير من أفراد المجتمع.

الإعلام بكل أشكاله كان في الأساس مهنة راقية ورسالة موجهة ومسؤولية ثقيلة، حتى ذهب المشرعون والعلماء لوضع مواثيقًا لشرف المهنة الإعلامية وأٌطرًا لحدود حرية الرأي في الإعلام، وعنت الدولة بالرقابة حتى أنها خصصت في يومٍ من الأيام وزارة للإعلام، كان لها من القوانين والتشريعات والسلطات الرقابية والتنظيمية والتخطيطية والتوجيهية، شأنها في ذلك شأن أي إدارة لأي مؤسسة فاعلة لها أهداف ورؤية ورسالة.

ولكن، إذا نظرنا اليوم نظرة فاحصة للإعلام، من منظور إعلامي أو منظور جماهيري أو حتى من منطلق الميديا الحديثة بمنظور المستخدم، الذي يستقبل ويشارك بل وقد يصنع محتوى “مكتوب أو مصور”، فأيًا ما كان المنظور المقيم، فالسؤال واحد، ماذا يقدم الإعلام اليوم؟ ولمن؟ وما هدفه؟ ومن يقوده؟

لما كان الهدف الرئيسي للإعلام هو المجتمع سواء كان إعلامه بأحداث أو توجيهه لمسار التنمية او تحذيره وتأمينه، أو دراسته أو مناقشة آراؤه وعلماؤه أو إشراكه؛ فالدائرة محيطها متمثلًا في المجتمع بكل طوائفه وطبقاته ومن أجله، ولما كانت الأسرة هي بنية المجتمع، والرأي العام تجاه مختلف القضايا هو محور ارتكازه، فكان على الإعلام أن يهتم بالأطفال والمراهقين والشباب، ومن ثَم الأبوين ،وكذا العلاقات المتبادلة بين أفراد الأسرة وبين مختلف العلاقات خارجها، وكذا توجهات الأفراد نحو العلم والعمل والدين والسياسة والإقتصاد..إلخ

كم قدمت الدراما والبرامج قديمًا من متون أثرت في سمو القيم وتدنيها على السواء، وكم ناقشت مشاكل حقيقية في المجتمع، وكم قدمت كوميديا هادفة، فعلى سبيل المثال لا الحصر كان من البرامج والدراما الهادفة: “مسلسل عائلة ونيس”، و”مسلسل بابا عبده”، و”مسلسل ضمير أبلة حكمت”، و”فيلم دعاء الكروان”، و”فيلم الزوجة الثانية”، و”فيلم شيء من الخوف”، وكان من البرامج: “سينما الأطفال”، و”ماما نجوى”، و”بابا ماجد”، هذا بخلاف برامج ومسلسلات الإذاعة مثل: “كلمتين وبس”، و”أبلة فضيلة”، و”ربات البيوت”، ومسلسل “عوف الأصيل”، و”قسم وأرزاق”، و “من الحياة”، ولا ننكر قطعًا وجود بعض من السلبيات المتأصلة في بعض الأعمال الدرامية والبرامج القديمة
إلا أن الرقي كان طافيًا بجدارة.
الصحافة الفيصل فيها كان في المصداقية والشرف والثقة والأمانة واحترام القارئ، والحديث في شأن الصحافة يطول، أما شأن باقي الوسائل الإعلامية اليوم. فما هو حالها اليوم؟! بل ما هو حال المجتمع بها اليوم؟!

مسلسلات وأفلام تركيزها على: الإجرام والبلطجة كوسيلة لنصرة الحق والنجاح، والخيانة الزوجية من الطرفين والمبررة نتيجة للإهمال وخلافه، والمرأة المنحلة نتيجة للظلم الذي تعرضت إليه والتعاطف معها، والمثل العليا التي تقدم في قصة حياة راقصة، والفساد وسيلة للتربح المؤكد من أجل الحياة ومتاعها، وغير ذلك مما لا حصر له من العروض، وكأن المجتمع فقد الأخلاق والقيم بشكل لا رجعة فيه.

أما عن مستوى الحياة فيتراوح بين السوقية والانحلال والتدني والبلطجة متمثلا في الطبقة الشعبية الفقيرة، بالإضافة إلى العري والإجرام والظلم متمثلًا في الطبقة المتحررة ذات الثراء المبالغ فيه. أما الطبقة المتوسطة والأخلاق فليس لهم وجود في مجتمع الدراما.

المسرح والكوميديا يقوده عددًا من الشباب المهرج، المتمكن من ” الألش” ولغة السوقية والألفاظ الإيحائية بالمفاهيم الجنسية والإجرامية، وكأن الحياء والخلق أصبح رجعية وتخلف لا تناسب العصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.