عبدالله المخلوق يكتب | كرة القدم والقوة في العلاقات الدولية

0

المدرسة الواقعية التي تؤمن بالقوة بكل تجلياتها،أصبحت تطبق في الرياضة،مباراة كرة القدم بين المنتخب المغربي والمنتخب الفرنسي،برسم دور النصف النهائي لكأس العالم قطر 2022 أنموذجا،حيث الكل لاحظ التحيز الكبير من حكام المباراة لصالح المنتخب الفرنسي،وخير دليل على ذلك عدم احتساب ضربتي جزاء واضحتين وضوح الشمس،إذن يمكن القول -var-يخدم الكبار عندما ينازلون الصغار،من منظور المدرسة الواقعية،التي تجعل القوة كأهم عامل لها.
حيث إذا كنت قويا ومهيمنا في النظام الدولي ولك مكانة فيه،أكيد أنك تسيطر على أهدافك وتحققها،بكل الطرق والوسائل،أو على الأقل لا تغتصب حقوقك،هذا ما يجب على الدول العربية والإسلامية والإفريقية،أي الدول المتنحية عن النظام الدولي وليست السائدة فيه،العمل ثم العمل على امتلاك القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية….من أجل ضمان عيشها في النظام الدولي الفوضوي اللاقانوني.
فمباراة كرة القدم أعطتنا دروساً،ومن أهم هذه الدروس هي عندما تريد دولة عربية،إسلامية،إفريقية،تحقيق أهدافها،وهذه الأهداف تتعارض مع مصالح الدول المهيمنة في النظام الدولي،فأمر واضح هو محاربة هذا الطموح،بكل الوسائل،وبالتالي يتم إفساده،مع وجود بعض الاستثناءات،كتنظيم دولة قطر للنهائيات كأس العالم،وما شهدته من ضغوطات عن طريق عدة دول ولوبيات اقتصادية سياسية دولية…
فالعلاقات الدولية تشبه ملعب لكرة القدم،حيث يتكون هذا الملعب من عدة عناصر،فهناك لاعبون،مدرب،جمهور،حكام،صحفيون إلى غير ذلك.فاللاعبون هم الدولة كفاعل تقليدي وأصلي إضافة إلى لاعبين آخرين كالمنظمات الدولية والشركات المتعددة الجنسيات،ولكن ما يهمنا هنا هي الدولة،والمدرب هو منظمة الأمم المتحدة المرأة العجوز التي تديرها وتتحكم فيها الدول المهيمنة في النظام الدولي،والحكم يتمثل في القانون الدولي،وأي قانون فهو قانون يخدم الكبار في كل المجالات.إذن فملعب كرة القدم لهذه المباراة على سبيل المثال،وضح لنا كل شيء،وكرس لنا بأن النظام الدولي عبارة أو يشبه هذا الملعب،حيث تغلب فيه المصلحة والمصلحة المضادة وازدواجية المعايير،وأنانية الدول الخبيثة التي تريد تحقيق مصلحتها بكل الطرق والوسائل على حساب الدول الأخرى،الشيء الذي يؤكد بالملموس أن المصلحة هي التي تحكم العلاقات الدولية.وأن المدرسة الواقعية التي تعود جذورها،إلى كل من الإيطالي نيكولا مكيافيلي،والإنجليزي توماس هوبز،الذين اعتقدا على أن:”العامل المركزي في السياسة هو القوة وحدها،وأن مقدار مصالحك يتحدد بناءً على مقدار قوتك،وأن القرار السياسي لا يجوز أن يكون خاضعاً للإطار الأخلاقي”،لازالت مطبقة بثوب جديد في مجموعة من المجالات،منها كرة القدم في التظاهرات العالمية ككأس العالم على سبيل المثال لا الحصر.
وخلاصة القول فإن مجموعة من الدول المتنحية عن النظام الدولي،أولا تجد مكانة مميزة ومرموقة فيه،تتحكم فيها دول ومنظمات دولية،كصندوق النقد والبنك الدوليين،وتأثيراتهما على السيادة الدول السالف ذكرها،وأكثر من ذلك تأثيرها السلبي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والنمو الاقتصادي لهذه الدول،وكذلك تأثيرها على مجموعة من المجالات الأخرى.
وفي هذا الصدد نختم ما قاله الشاعر العربي زهير بن أبي سلمى في معلقته:”
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يُهدمُ…”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.