شيماء محسب تكتب | المواطنة الرقمية، طريقنا الأمثل

0

إن نهضة الأمم ومستقبلها تتوقف لحد بعيد على إعداد أطفالها الذين يقع على عاتقهم مسئولية وعبء هذه الأمة فإن المهمة التي تقع على کاهل الجيل الحالي لإعداد جيل المستقبل من أهم وأخطر المهام لما يتميز به عالم اليوم من تطور معلوماتي سريع ومنافسة قوية لوسائل الاعلام التي تلعب دورا جوهريا في توجيه سلوک الأفراد حفاظا على وجودها والدفاع عن مصالحها قبل کل شيء، في هذا الخضم الواسع المترامي الأطراف نرى طفل العولمة اليوم في حاجة ماسة إلى الإلتصاق بخصائص هويته بطابعها المميز الذي يحتضن مفردات ثقافته العربية ويؤدي التمسک به إلى ترابط المجتمعات وقبول أفراده .

فالإستخدام غير الرشيد للتکنولوجيا أصبح مشکلة رئيسية تواجه اطفالنا وهم يتعاملون مع متطلبات العصر الرقمي وأن هذه المشکلة أثارت بعض الجدل على صفحات الأخبار الرقمية بالعديد من الصحف الإلکترونية والتي تدور حول الاستخدامات غير الرشيدة للتکنولوجيا من قبل الأطفال وما يقضونه من ساعات طويلة على أجهزة الکمبيوتر والآيبادات والهواتف المحمولة بالإضافة ما تمثله التکنولوجيا من تحديات التي تواجهننا للتعامل مع الأطفال وإدمانهم للإنترنت الذى قد يهدد أمنهم المجتمعي وتساعد على انتشار الجرائم الإلکترونية وبلورة عقول اطفالنا إلى المخاطر الفکرية التي قد تزعزع ثقة اطفالنا في وطنه و تقضي علي هويته٠

وبصدد ذلک أصبح من الضروري الاهتمام المواطنة الرقمية كمتطلب من متطلبات القرن الحادي و العشرين علي المستويين المحلي و العالمي لكونها طوق النجاة لي مجتمعنا من مخاطر الاجتياج الرقمي و تعليم المواطنة الرقمية و تعزيز قيمها کطريقة جديدة للتفکير في التقنيات الرقمية وبدلاً من الترکيز على مايمکن ان تفعله التکنولوجيا ، فإن الهدف هو التفکير في کيفية وجوب استخدام التکنولوجيا بشکل مناسب٠

وتعد المواطنة الرقمية من المفاهيم الجديدة في الأدب التربوي بشکل عام، والأدب المتعلق بتربية المواطنة و هي قواعد السلوک المناسبة والمسؤولة و المتعلقة باستخدام التکنولوجيا، وتشمل محو الأمية الرقمية وأخلاقيات التعامل وآداب السلوک والسلامة على الإنترنت، والقواعد المنظمة، والحقوق، والمسؤوليات، وغيرها من الأمور المتعلقة بالأساليب المثلى لاستخدام التکنولوجيا الحديثة .والمواطنة الرقمية الصالحة تحدث عند الاستخدام الإيجابي الأمثل لأجهزة الکمبيوتر والإنترنت والأجهزة الجوالة، وهذا سوف يعزز بيئة إلکترونية إيجابية أکثر أمنا وسلامة للجميع. وتعد إدارة ومراقبة سلوکيات الطفل على الإنترنت من العناصر المهمة في المواطنة الرقمية الجيدة. فمع التکنولوجيا الحديثة المتاحة الآن للعديد من الأطفال ، أصبح هناک طلب متزايد لإعداد أطفالنا لاستخدام هذه التکنولوجيا بأمان وبصورة قانونية وأخلاقية .

تتضمـن المواطنـة الرقميـة مجموعـة الحقـوق والواجبـات والالتزامـات فيمـا يتعلـق باسـتخدام التقنيـات و تضمــن الحمايــة مــن الجرائــم الإلکترونيــة والحــروب الرقميــة والتخريــب الإلکترونــي والأضــرار الصحيــة والإجتماعيــة والإقتصاديــة التــي تنتــج مــن الإســتخدامات غير الرشــيدة للتکنولوجيــا.

فالمواطنة الرقمية تهدف إلى إيجاد الطريق الصحيح لتوجيه وحماية جميع المستخدمين خصوصا منهم الأطفال وذلک بتشجيع السلوکيات المرغوبة ومحاربة السلوکيات المنبوذة في التعاملات الرقمية، من أجل مواطن لديه هوية وطنية .

ان نشــر ثقافــة المواطنــة الرقميــة بيــن أفــراد المجتمــع يمکــن أن يتــم مــن خلال التربيــة المنزليــة والمناهــج التعليميــة فــي المــدارس والجامعــات و الأمر الذي يحتم عناية المؤسسات التربوية والتعليمية المساهمة بمختلف مستوياتها على تحقيق المواطنة ، وتوعية وتدريب الأجيال حول قواعد التعامل السوي مع التکنولوجيا ، و کيفية المشارکة بشکل أخلاقي مع البيئة الرقمية وضمان الاستفادة القصوى والمحافظة على الجانب القيمي والسلوکي في تعاملاتهم الرقمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.