د. محمد عمارة يكتب | الحوار الوطني.. لماذا؟

0

رمضان كريم عليكم أصدقائي وكل عام ومصرنا الغالية طيبة بأرضها الطيبة وحتى أجاوبك على العنوان الحوار الوطني. أخد من وقتك دقايق نفند حاجات مهمة، منذ عام وفي إفطار العائلة أطلق السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوة الحوار الوطني فهل مصر كانت بحاجة إلى حوار في الأساس ويتسم بالوطنية ليكون الحوار الوطني.
اعتدنا ومنذ عقود على المبارزات الكلامية والتناحر الحنجوري وإرث مقاومة احتلال أجنبي كان قوامه عبارات رنانة لإستنهاض الهمم لمقاومة الاحتلال والشحن المعنوي للخروج من دوامات المحتل ايا كان جنسيته الطامعة في مقدرات وطننا عبر تواريخ ،وانتصرت مصر الى ان وصلنا للعبور في حرب أكتوبر العظيمة بعد مشوار منهك لوطن أتعبته الحروب حتى وصلنا إلى استرداد طابا وبدأت رحلة البناء في ظل تحديات عصيبة ومن ضمنها تحديات سياسية وهي جماعات المصالح التي ضلت بوصلة مصلحة بناء الوطن وكان من خلالها نرى ممارسات لا تليق بوطن بحجم مصر فبين مشاهد تراشق بالالفاظ البذيئة وبعض الاحيان تصل بالايدي ولك أن تتخيل عزيزي القارئ انها كانت تصل إلى البرلمان في مشاهد جعلت منها مشاهد درامية ساخرة جعلت الناس تفقد الثقة في الساسة والسياسيين بخلاف بطء القرارات الإصلاحية واستعواضها بالمسكنات الوقتية دون الإنتاج بخلاف شبح الزيادة السكانية إلى أن وصل بنا الحال إلى ٢٠١١ وانهار الحزب الوطني على الرغم من امكانياته اللوجيستية والبشرية وبداية انهيارة لم تبدأ من يناير ٢٠١١ لكنها بدأت من داخله منذ سنوات قبل ٢٠١١ واعلاء المغالبة لا المشاركة تلتها بعدها انفجار أيدولوجي بمفهوم ابسط كل واحد يعمل اللي هو عاوزه إلى أن وصلت الجماعة الفاشية الدموية الإرهابية إلى حكم مصر في مستغلية نزيف الوطن بل ولعبت على فرق تسد وانشغال كل قوى سياسية على حداها بأنها هي الأجدر وببساطة أيضا ضحكت على البعض وأشترت البعض الاخر على حساب مصر وكانت المؤسسة العسكرية وقتها هي الأمل الاخير لإنتشال وطننا ووصلنا إلى يونيو ٢٠١٣ وثورة استرداد وطننا من مغتصبية بشخص قدر الله أن يضعه لإنقاذ وطننا هو البطل عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك ورفض الانصياع لمؤمرات الاخوان على الوطن ورفض أموالا لبيع مصر وكان منصبه محصن في الدستور فعروض كان من الممكن لو كان أحدا ضعيف النفس مكانه لتنازل عن الوطن ولكنه حمل روحه على كفه هو ورجال مخلصين وأستجاب لنداء الشعب ولعل هذا السبب وراء قول الرئيس “هو انا كنت ضيعتكم قبل كدة” وبدأت مصر مرحلة البناء والبقاء تحارب إرهابا كان طامعا بأن يعيث في الأرض فسادا ودفع ثمن حماية الأرض والعرض أولاد هذا الوطن من شهداء الواجب وفي وسط ذلك أصبح لمصر قرابة ال ١٠٦ حزب ومحاولات عدة لأخذ الريادة والوصاية السياسية وكان إهتمام الدولة حينها هو الإقتصاد وإخراج الوطن من العوز فقامت بالإصلاح الإقتصادي الذي تجرعنا كلنا مٌره ولكن عبرنا بالوطن وهرولنا نحو بناء بلد في ظل تقديرات لعالم أكثر شراسة لن يستمر فيه الا القوي بل الشرس فكان سباق الزمن في الانتهاء من بنية تحتيه قوية ومشروعات تسند الوطن قبل تحقق بوادر رسائل التدمير العالمي وجاءت كورونا مخلفه ورائها إقتصاد عالمي شبه مدمر ولحقت بها أزمة روسيا واوكرانيا وظهرت تحديات إقتصادية طاحنة تخللها أثار تحديات اجتماعية منها ما هو إرثا ومنها ما هو مستحدثا بالإضافة إلى تحديات سياسية أذكر منها التنظير والحنجورية دون وجود رؤية او خطة فأصبحت مصر تواجه تحديات إقتصادية، إجتماعية وسياسية فإما أن تعمل الدولة على حلها منفردة ام تشارك فيها الاراء جميعها لنجابهة تلك التحديات الثلاث والعمل بالتوازي فيها فكان الحوار الوطني ذات المحاور الثلاث لإيجاد القواسم المشتركة وأولى خطوات الإصلاح السياسي الحقيقي.
حتى لا نفقد بوصلة إستدامة نعمة أمن وأمان إستقرار الوطن لابد للجميع أن يعرف قيمة الحوار الوطني وإيجاد القواسم المشتركة في ما بيننا فلقد خلقنا الله مختلفين في كل شئ وجعل في ما بيننا أهداف حسنة مشتركة لنتحد ونصبح قوة في وجه الباطل والباطل هو من يريد أن يهدم وطني تحت ستار الحرية وبإسم الديمقراطية لذلك فعلى شركاء هذا الوطن جميعا تقدير قيمة هذا الوقت الحرج ومسئوليته جيدًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.