أحمد محمد توفيق يكتب | كي يفوز “العناني” بسباق “اليونسكو”

0

كان محض صدفة أن يعود اسم الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، لصدارة الأخبار المحلية والعالمية، بعد ٢٣٥ يوماً بالضبط من مُغادرة مقعد الوزير، مع موافقة الحكومة المصرية خلال اجتماعها الذي حمل رقم ٢٣٥ أيضاً، على اختيار “العناني” ليكون مرشح مصر لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للفترة من ٢٠٢٥ إلى ٢٠٢٩.

هذا الترشيح لاقى فور إعلانه ترحيب العديد من الأوساط السياسية والثقافية في مصر، حيث يعتبر الدكتور خالد العناني وجه مصري أصيل، يحظى بتقدير واحترام كل من تابع مسيرته الأكاديمية والتنفيذية الثرية، والتي حرصت الحكومة على نشر تفاصيلها دعماً لهذا الاختيار، باللغتين العربية والانجليزية، ليتمكن المتابعون في أنحاء العالم من التعرف أكثر على أستاذ علم المصريات بجامعة حلوان، الذي تولى لأول مرة منذ عام 1966 حقيبة وزارية تجمع السياحة والآثار.

وبهذا القرار يكون “العناني” هو المرشح المصري الرابع لرئاسة هذه المنظمة الأممية البارزة، بعد ترشح الدكتور إسماعيل سراج الدين، في انتخابات عام 1999، ثم الدكتور فاروق حسني عام ٢٠٠٩، والسفيرة مشيرة خطاب عام ٢٠١٧، والذين خاضوا جميعاً منافسة قوية في هذا السباق وكانوا قريبين بدرجة كبيرة من الفوز بمقعد المدير العام لليونسكو، الأمر الذي يجعل من رحلة “العناني” نحو هذا المقعد مُهمة تستحق المحاولة، وتتطلب تحركاً عاجلاً وسريعاً.

ولدى مصر الكثير من مُسوغات الإستحقاق التي تُعزز طموحها الدائم للمُنافسة على رئاسة هذه المنظمة، المعنية بالتربية والعلوم والثقافة، حيث يكفي تعريف شخص بأنه مرشح مصر، ليعرف الجميع أنه قادم من هذا البلد العريق الضارب بجذوره في أرض التاريخ، والذي يضمُ أعظم تراثٍ إنساني على الإطلاق كنتاج حضارة فريدة ذاتُ إسهامات عظيمة في كل مايخص البناء والعمران والفكر والتنوير، وموقع فريد يتوسط قارات العالم تلاقت على أرضه الحضارات والأديان والثقافات، لتصبح مصر مصدر إشعاع وتنوير للإنسانية كلها.

أعتقد أن أمام مصر فرصة كبيرة لإقتراب مرشحها هذه المرة بصورة أكبر من مقعد رئاسة “اليونسكو” وربما الفوز به، فالتحرك الرسمي المصري في الدوائر الخارجية له نسق شديد الإنضباط، كتروس ساعة سويسرية، نجح خلال السنوات الثمان الماضية في تحقيق الكثير من النجاحات، حيث تولت مصر رئاسة منظمة الاتحاد الأفريقي، كما استضافت مؤتمرات أممية ذات زخم كبير آخرها مؤتمر COP27، وتم اختيار الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة، لمنصب المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، كما تتواجد مصر ممثلة في قيادتها السياسية بقوة وتأثير في المحافل الدولية البارزة.

ولتعزيز فرص الدكتور خالد العناني في المنافسة على رئاسة “اليونسكو”، فنحن أمام معركة دبلوماسية جديدة، ستشهد بلا شك تحركاً رسمياً في مسارات لإدارة التوازنات، وضمان النسبة الأكبر من أصوات أعضاء المجلس التنفيذى الـ 58 لصالح “العناني”، إلى جانب صوت مصر، التي يُعاد انتخابها لعضوية المجلس التنفيذي لفترات متتالية، إلا أن هذا المسار يمكن أن يرافقه آخر شعبي، من خلال تحرك الكتاب والإعلاميين والمؤثرين عبر المنصات المختلفة، بشكل فاعل، لدعم مرشح مصر لهذا المنصب الرفيع، فكلا المسارين معاً يمكنهما تحقيق الغاية التي تستحقها مصر، وسعت لها دوماً بأخلاق فرسان تلتزم بحدود المنافسة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.