محمد عطية يكتب | تحول الطاقة .. بين الأمس واليوم
يمثل إنتاج الطاقة – حرق الوقود الأحفوري بشكل أساسي – حوالي ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والتي أثارها على البيئة في غاية الخطورة.
إن إنتاج الطاقة ليس فقط هو المحرك الأكبر لتغير المناخ ، بل إن حرق الوقود الأحفوري يأتي أيضًا بتكلفة كبيرة على صحة الإنسان، حيث يتسبب تلوث الهواء في سبعة ملايين حالة وفاة على الأقل كل عام.
لذلك يحتاج العالم إلى التحول من الوقود الأحفوري إلى مزيج الطاقة الذي تسيطر عليه مصادر الطاقة منخفضة الكربون كالطاقة المتجددة والطاقة النووية.
كيف تغير المزيج على مر القرون ؟ Translation is too long to
عندما نعود إلى عام 1800م كان العالم ينتج الطاقة من حرق الوقود الصلب مثل: الخشب أو نفايات المحاصيل أو الفحم ولكن مع الثورة الصناعية جاء ظهورالفحم يليه النفط والغاز. وبحلول مطلع القرن العشرين، ظهرت الطاقة الكهرومائية ولم يتم إضافة الطاقة النووية إلى هذا المزيج إلا في الستينيات، أما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وما يشار إليهما غالبًا باسم “مصادر الطاقة المتجددة الحديثة” تمت إضافتهما في وقت لاحق في الثمانينيات.
وهنا نرى المعدل البطيء الذي حدثت به تحولات الطاقة في الماضي، وبالتالي فإن سرعة وحجم انتقال الطاقة الذي نحتاجه اليوم في التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة منخفضة الكربون يمثلان تحديًا جديدًا ، يختلف تمامًا عن الماضي.
مزيج الطاقة: ما هي المصادر التي نحصل منها على طاقتنا؟
دعونا نوضح مزيج الطاقة في الوقت الحالي ، على الصعيد العالمي نحصل على أكبر قدر من طاقتنا من النفط ، يليه الفحم ، ثم الغاز ، ثم الطاقة الكهرومائية ودعونا نسأل – “ما مقدار الطاقة العالمية التي تأتي من مصادر منخفضة الكربون؟” – وتأتي الاجابة انه لا يزال الوقود الأحفوري يهيمن على مزيج الطاقة العالمي بنسبة أكثر من 80٪ من استهلاك الطاقة.
ما هي الدول التي تحصل على أعلى حصة من الطاقة من مصادر منخفضة الكربون؟
وعندما نتحدث عن البلدان التي لديها مزيج طاقة أكثر نظافة وأقل انبعاثات كربونية، نرى العالم مقسمًا إلى فئتين: البلدان التي تحصل على طاقتها من مصادر منخفضة الكربون أكثر من المتوسط العالمي البالغ 20٪ تقريباً ؛ وأولئك الذين يحصلون على أقل، ما يبرز على الفور أن هناك انقساماً قوياً بين الشرق والغرب حيث تنتج معظم الدول الغربية نسبة أكبر من الطاقة من مصادر منخفضة الكربون ، بينما تنتج دول الشرق نسبة أقل.