مروان سيد امين حافظ يكتب | نصر العاشر من رمضان

0

يعد شهر رمضان هو شهر الانتصارات قديما وحديثا حيث كانت معظم غزوات الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم خلال شهر رمضان، وتهل علينا ذكرى أنتصار العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام 1973. ففي تمام الرابعة وثلاثة دقائق فجرا حيث بدأت الإذاعة في نقل شعائر صلاة الفجر ، حيث
كان صوت القارئ الشيخ محمد شبيب ، يشق الظلام من خلال ميكروفونات مآذن مسجد الإمام الحسين، ليتلوا ما تيسر من آيات سورة ال عمران ، و على غير العادة في صلاة الفجر التي يسودها الهدوء الشديد، قام الشيخ شبيب بترديد هذه الايه لاكثر من خمس مرات مما لفت انتباه المستمعين لبث الإذاعة ..
وبدات نسمات الحرب عندما دقت عقارب الساعة نحو الثانية من بعد ظهر يوم العاشر من رمضان ، فاستطاع الجيش المصري المغوار عبور واقتحام خط بارليف المنيع الذي يري معظم الخبراء العسكريين في العالم ان عملية عبوره واقتحامه لايمكن اتمامها الا عن طريق استخدام قنبلة ذرية ، فكانت فكرة العبور التي قام بها الجندي المصري مبهرة للعالم ، فلقد استطاعت قواتنا المصرية تدمير هذا الخط المنيع وافقاد العدو توازنه في اقل من ست ساعات ، فلقد قامت اكثر من 200 طائرة حربية بتنفيذ العديد من الضربات الجوية علي مراكز القيادة الإسرائيلية والمطارات ومحطات الردارات وتجمعات افراد الجيش الإسرائيلي ومخازن السلاح والذخيرة وكذلك المناطق الحصينة لخط بارليف المنيع ، كما قام سلاح المدفعية بقصف التحصينات والاهداف الاسرئيلية الواقعة شرق القناة تمهيدا لعبور المشاة من عناصر سلاح المهندسين والصاعقة الي الشاطئ الشرق للقناة وذلك لاغلاق الانابيب التي تنقل السائل المشتعل ال سطح القناة ، وعند الساعة السادسة والنصف كان قد عبر القناة اكثر من الف ضابط وثلاثون الف جندي من خمس فرق مشاة ، مع استمرار سلاح المهندسين في فتح الثغرات في السائر الترابي تسهيلا لمرور الدبابات والمركبات البرية .
فانتصار العاشر من رمضان لم يكن مجرد معركة خاضتها مصر وحققت فيها اعظم انتصاراتها بل كانت ردا حاسما لاثبات قدرة الشعب المصري علي ان يحول الحلم الي حقيقة وان يثبت للخبراء والمحللين وللعالم اجمعه انه يجب عليهم ان يراجعوا انفسهم وان يعيدوا حساباتهم وان ياخذوا بعين الاعتبار ان نتائج الحروب لا تووقف فقط علي ما يتوافر لدي كل طرف من معدات واسلحة بل هناك ارداة الرجال وعزائم الابطال وهناك الجندي المصري القادر علي اختراق اضخم الحصون .
فلقد سطر الجندي المصري أروع صفحات الصمود والشجاعة والشموخ والعزة والكرامة .
فنصر أكتوبر المجيد هو يوما خالدا في تاريخ الامة العربية حيث اخرجنا هذا اليوم من حالة الانكسار والهزيمة الي حالة النصر .
فتحية شكر وتقدير واجلال لكل جندي وصف ضابط وضابط ، وتحية وأجلال لصاحب قرار الحرب، الرئيس البطل المصرى، محمد أنور السادات، صاحب خطة الخداع الاستراتيجي الذي كان هو شخصيا جزءا منها ، القائد الذى أبهر العالم بقرار الحرب والنصر .
وتحية شكرا واجلال لكل شهدائنا الابرار .
فنصر أكتوبر المجيد هو عبقرية مصري وشجاعة جندي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.