شيرين حمدي تكتب | العلاقات المصرية السعودية
ليست بحدود مشتركة وحسب ولكنها بأسس و أواصر تعاون مشترك لعقود امتدت عبر فترات زمنية مختلفة بين بلدين من أعرق الحضارات فتوجت العلاقات بينهما بأوجه التعاون والإخاء حتى وصلت لأرقي سبلها ..
فبين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية علاقات اخوية قد اتسمت بروابط قوية وأصبحت داعماً أساسياً لحماية الأمن القومى العربي .
فى هذا المقال عزيزى القاريء نستعرض تاريخياً لبعض الملامح المضيئة للعلاقات بين البلدين الشقيقين
فمنذ قيام الملك عبد العزيز طيب الله ثراه بوضع اللبنة الأولى فى بناء الدولة السعودية الحديثة والذي حرص على توطيد العلاقات بمصر وتبادل أسس التعاون المشترك مع الملك فاروق حينذاك وانتهت بتفاهم بشأن انشاء الجامعة العربية .
وبعد تولى الملك سعود بن عبد العزيز سدة الحكم عمل على تعزيز النهضة العربية، والحفاظ على وحدتها وعروبتها ،وحرص على اقامة مؤتمر اسلامى يُعنى بشئون المسلمين ويدرس قضاياهم وذلك فى فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي كان أول من أعلن عن موافقته لهذا المؤتمر .
وأيضا وقوف الملك سعود بجانب مصر بموقفه المساند لها ضد العدوان الثلاثى والتصدى لاسرائيل وانجلترا وفرنسا
فاتخذ حينها التدابير العسكرية والسياسية والاقتصادية .
ثم جاء الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله فوقفت السعودية مع مصر فى مقاومة العدوان الاسرائيلي ١٩٦٧ حيث طالب الملك فيصل زعماء العرب بالوقوف بجانب القاهرة لتأتى حرب أكتوبر المجيدة ١٩٧٣ حيث كانت للمملكة العربية السعودية الدور الكبير، وبرهنت الأحداث على المستوي العالى من التنسيق بين الجانبين المصري والسعودي
ولا احد ينسي قرار الملك فيصل بقطع امدادات البترول عن الولايات المتحدة الامريكية وكل الدول الداعمة لاسرائيل .
وبعد وفاة الملك فيصل تولى الملك خالد بن عبد العزيز فتواصلت العلاقات المصرية والسعودية على نفس النسق فى التعاون .
وعند تولى الملك فهد بن عبد العزيز نمى التعاون فى المجالات المختلفة مع الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك فى المجالات المختلفة ولاسيما كان ابرزها فى مجالات الدفاع والاقتصاد والتبادل التجاري ،
تلى ذلك حرص الملك عبد الله بن عبد العزيز على عملية السلام فى المنطقة ومع اندلاع الثورة المصرية ٢٠١٢ وقفت المملكة السعودية موقفا مسانداً بقوة بجانب الشعب المصري وأعلنت وقوفها ضد الارهاب .
ثم تتوج العلاقات بقدوم الملك سلمان بن عبد العزيز وولى العهد الامير محمد بن سلمان لتصل الى أعلى أوجه التنسيق
فنما حجم التبادل التجاري لين مصر والسعودية فى٢٠٢١ بنسبة ٨٨% في عام ، ليصل إلى ١٤.٥ مليار دولار. حيث زادت الصادرات السعودية إلى مصر بنسبة ١٠٥% لتصل لقيمة تتجاوز ١٠ مليارات دولار، بينما ارتفعت الصادرات المصرية للسعودية بنسبة ٥٥% لتصل لقيمة تزيد عن ٤ مليارات دولار.
وكما نري أن العلاقات المصرية السعودية هى علاقة متميزة تتسم بالقوة والاستمرارية نظراً للقدرات الكبيرة التى يتمتع بها كلا من البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية …
فالبلدان هما قطبا التفاعلات فى النظام الأقليمى العربي ، كما أن التشابه فى التوجهات بين السياسة السعودية والمصرية يؤدى إلى التعاون إيذاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والعربية .