راجي عامر يكتب | من “كايرو بايك” للممشى.. يا رياضي لا تحزن

0

من شهور قليلة افتتح رئيس الوزراء مع محافظ القاهرة مشروع “كايرو بايك”.. المشروع يتيح تأجير الدراجات للمواطنين بأسعار مخفضة بعد أن تم تصميم مسارات للدراجات في بعض شوارع وسط البلد وإطلاق تطبيق موبايل لاستخدام الدراجات.. وشخصيًا لم أخفي سعادتي بالمشروع، فبالإضافة إلى توفير المشروع لوسيلة نقل آمنة واقتصادية ونظيفة للبيئة فإن هذه هي هوايتي باعتباري أحد الدراجين، وأفضل التحرك وسط زحام القاهرة باستخدام الدراجة الهوائية عوضًا عن استخدام السيارة وسط الزحام، ولكنني شأني مثل معظم الرياضيين الهواه لهذه اللعبة قد شعرت بالخطر على المشروع منذ لحظة البدء وقد كان ما توقعناه، ليتحطم المشروع ما بين سوء الاستخدام وغياب الصيانة والرقابة اللازمة.
أسابيع قليلة مرت على إطلاق المشروع لتبدأ المعاناة إما من سوء استهلاك الدراجات، أو سرقة بعض القطع، أو طمس بعض مسارات السير، أو تعدي المشاه والسيارات على الأماكن المخصصة للدراجات.. وخلال أسابيع أخرى كانت قد تحطمت مائة دراجة من أصل مائتي وخمسون دراجة، ولزم إرسالهم إلى المصنع للصيانة فيما تحطمت عدد من محطات الدراجات لتصرح الشركة المشغلة للمشروع بإنها قد اضطرت لتجميع الدراجات في محطة واحدة فقط حفاظًا على ما تبقى من الدراجات، ليشبه الأمر تحطم الجيوش وقيامهم بتجميع فلول قواتهم في نقطة واحدة على أمل التصدي للعدو.
على وسائل التواصل الاجتماعي يتهم البعض محافظة القاهرة بإنها قد اكتفت بـ “اللقطة” التي تتمثل في قيام المحافظ بصبحة رئيس الوزراء بافتتاح المشروع دونما اهتمام بضمان استمرارية المشروع أو مواجهة السلبيات المتوقع ظهورها.. وكنت أظن أن في الاتهام مبالغة إلى أن تابعت تصريح المسؤول عن المشروع في محافظة القاهرة الذي رد على تداول صور تحطم الدراجات والمحطات في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال نفي فشل المشروع أو توقفه، ولا أعرف إذا لم يكن غياب الدراجات أو طمس بعض مسارات السير أو التعدي عليها أو تدمير المحطات.. إذا لم يكن كل هذا يمثل فشل أو توقف للمشروع فما هو تعريف الفشل من وجهة نظر محافظة القاهرة!
إن أبسط ما يستحقه المشروع أن يتصارح القائمين عليه من محافظة القاهرة بفشلهم في إدارته أو ضمان استمراريته أو يقومون بتكليف مشغل آخر لديه القدرة على ضمان استمرارية المشروع بجانب التعاون مع المجتمع المدني ممثلًا في المجموعات المهتمة بالرياضة أو المهتمين بالحفاظ على البيئة للمساعدة في إدارة المشروع أو الاستماع إلى رأيهم.
الأمر لا يقتصر على مشروع “كايرو بايك”، فقبل قرابة عام افتتحت الدولة ممشى أهل مصر في محافظة القاهرة الذي يمثل متنفس للجمهور وفرصة للرياضيين للاستمتاع بأجواء القاهرة والنيل، وصنعت به مسار رائع لسير الدراجات ولكن يبدو أن المسؤول الذي ينفي فشل مشروع “كايرو بايك” في محافظة القاهرة هو ذاته المسؤول عن متابعة هذا المشروع حيث أن الرياضي تعيس الحظ الذي سوف يذهب إلى الممشى سوف يكتشف تحطم بعض أجزاء مسار الدراجات أو إلقاء مخلفات بناء في أجزاء أخرى أو الأخطر تثبيت عمدان إضاءة الشارع داخل بعض مناطق مسار الدراجات مما يعيق الحركة، فلا تعلم من المستفيد من تحطيم مشروعات صنعتها الدولة كمتنفس للمواطنين والرياضيين .. ومن المسؤول عن عدم استمراريتها بنفس الجودة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.