كريم صبحي علي يكتب | الجلسة الإفتتاحية للحوار الوطني المصري

0

كانت عقارب الساعة تُشير إلى تمام الرابعة عصرَا بتوقيت القاهرة عندما دقت على مسامعي موسيقي النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية وعندما نظرت إلى شاشة التلفاز وجدت أمامي لوحة فنية عظيمة بعنوان (( الجلسة الإفتتاحية للحوار الوطني )) فلم تكُن عيني مُصدِقة في ذلك الوقت لما تراه أمامها من شدة الرقي والعظمة والفن والجمال في إدارة هذا المشهد البديع والذي جمع نماذج عن كل أطياف الأمة المصرية العظيمة بداخل قاعة واحدة من أجل إعطاء إشارة البداية للحوار الوطني المصري والذي طال إنتظاره على آحر من الجمر .
ودعوني هُنا يا سادة أُقر وأعترف رسميَا بأن تلك الجُملة المصرية الشعبية الشهيرة والتي تقول بأن (( الكتاب بيبان من عنوانه )) هي أصدق وأحق جُملة يجب أن تكون العنوان الرئيسي لما رأيناه بأعيُننا في الجلسة الإفتتاحية للحوار الوطني وبما أن البداية والإنطلاقه كانت بهذا الرقي والجمال وتلك الروعة فبالتأكيد سوف تكون بقية الجلسات القادمة أيضَا في قمة الرقي والجمال والروعة إن لم تكُن أروع وأرقي وأجمل بكثير حتي مما هي عليه الأن وبذلك سوف تكون مصر في الأيام القليلة القادمة هي الدولة الديمُقراطية الأولي على مستوي الوطن العربي كله والتي تُتيح لكل فئات وطوائف وتركيبات المُجتمع المصري الجلوس على مائدة الحوار والتي أصبحت سبيلَا حقيقيَا وعلامة إسترشادية في طريق الذهاب نحو الجمهورية الجديدة .
وأود أن أتوجه بكلمة إلى كل هؤلاء الذين إختاروا طريق الشر والخيانة والهدم والسلاح والعُنف والتشكيك والخراب والدمار وأقول لهُم ها أنتُم اليوم تعيشون أذلاء مُشردين في كل بقاع الأرض خارج وطننا الغالي مصر ومحرمون أيضَا من تلك اللحظة العظيمة والتي نجلس فيها جميعَا الأن على مائدة الحوار لنرسُم بعقولنا وأفكارنا السلمية طريقَا نحو جمهورية مصر العربية الجديدة والتي سوف تسع وتفتح ذراعيها لكل مصري ومصرية طالما لم ينتهج منهج العُنف والخيانة والخراب والدمار ولذلك فلن أبالغ أبدَا إذا قُلت أنني أري الأن الحسرة على وجوهكم الكئيبة ونظرات الخوف والآلم تعتلي ملامحكُم الشريرة فهنيئَا لكُم إذَا حصاد ما زرعت أيديكُم من شر وخراب وعُنف وخيانة لهذا الوطن الغالي جدَا وهنيئَا لنا نحنُ شعب مصر العظيم على بداية حوارنا الوطني الكبير .
وأيضَا لن أنسي أبدَا أن أشكر القيادة السياسية الحكيمة على الاهتمام بدور المرأة المصرية العظيمة والحرص الشديد على مشاركتها في الحوار الوطني وهذا ما قد تم ترجمته اليوم على أرض الواقع في الجلسة الافتتاحية عندما رأيت خيرة نساء وفتيات مصر العظيمات يجلسن بكل فخر واعتزاز للمُشاركة بأفكارهن البناءة في جلسات الحوار الوطني المصري وإن دل هذا على شيء فهو يدُل على أن الحوار الوطني سوف يكون حوارَا بناءً وناجحَا وهادفَا وهذا بالتأكيد لأن مُشاركة المرأة المصرية العظيمة في أي حوار مصري هو شهادة نجاح وتقدير خالصة لهذا الحوار بدون أي قَدر من المُبالغة.
وها نحنُ اليوم نُحول الحلم والفكرة إلى حقيقة ملموسة ودامغة على أرض الواقع مما يجذب أنظار العالم الأن إلى جمهورية مصر العربية ولذلك علينا دائمَا أن نختار الحوار طريقَا لنا لحل كل مشاكل المُجتمع المصري ولا يسعُني في النهاية سوي أن أقول من كل أعماق قلبي وفؤادي ووجداني تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.