أحمد دريع يكتب | رفض الأفروسنتريك ومخاوف من العنصرية

0

اثارت دعاية الفيلم الوثائقي عن كليوبترا الكثير من الجدل و أعاد النقاش عن المطلوب لمقاومة حركات الافروسنتريك و ما بين المقالات العميقة و ما بين الكوميكس كانت ردود الفعل، اكثر ما اثار اهتمامي هي الكوميكس التي سخرت من نتفليكس عن طريق تغيير شخصيات أفلام الي شخصيات أصحاب بشرة داكنة، والتي رأيت في داخلها تعليقات عنصرية ولا تهدف للاستهزاء من حركة الافروسنتريك و انما هو استهزاء من الافارقة في العموم، لم يتوقف الموقف عند الكوميكس لكن قراءة بعض النقاشات عن طرد المهاجرين الافارقة لمصر و لعله ظهر أيضا في بعض التعليقات الرافضة لاستقبال الاشقاء السودانيين المتضررين من الصراع هناك.

في البداية ما هي الافروسنتريك؟
في مقال ل بي بي سي تعرفها كالاتي
الأفروسنتريزم أو الأفروسنتريك وتسمى أيضاً الحركة المركزية الأفريقية تأسست على يد الناشط الأمريكي أفريقي الأصل موليفي أسانتي في فترة الثمانينيات وفق الموسوعة البريطانية Britannica.
وتسعى هذه الحركة إلى “تسليط الضوء على هوية ومساهمات الثقافات الإفريقية في تاريخ العالم”. وتنشط في الولايات المتحدة وفي بعض الدول الأوروبية وبين الجماعات ذات الأصول الإفريقية. ومن بين النظريات التي يروج لها مؤيدوها “أن أصل الحضارة المصرية إفريقي “.

يملك المصري غيرة كبيرة على وطنه وحضارته وتاريخه، ودائما ما كانت هذه الغيرة المحرك الأساسي لكثير من النضالات وهي المحرك الأساسي لمقاومة أفكار الافروسنتريك التي تدعي بناء الحضارة المصرية القديمة مثلما ادعي الكثيرون سابقا، لكن في هذه القضية أخاف كثير من تحولها الي كراهية الافارقة والتمييز وتحديدا في المناطق الفقيرة لاضطهاد أصحاب البشرة السمراء وهو ما دفعني لكتابة المقال للتذكرة باننا نرفض جملة و تفصيلا الافروسنتريك لكن لا نرفض الافارقة بل علي العكس يجب علينا استضافة اعداد كبيرة من سكان قارتنا الجميلة لتعريفهم بتاريخنا و إظهار ما فعلوا اجدادنا لبناء هذه الحضارة العظيمة.

ختاما، يجب على المثقفين والنخبة السياسية التذكير في كل فرصة ممكنة ان رفضنا الي حركة الافروسنتريك لا يعني رفض للأفارقة وأصحاب البشرة السمراء والتذكير دائما بامتدادنا الافريقي والأهمية الاستراتيجية للتفاعل والتكامل مع دول حوض النيل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.