عبد الغني الحايس يكتب | اليوم العالمي لافريقيا

0

نحتفل كل عام يوم 25 مايو بيوم أفريقيا، وهو اليوم الذى وقعت فية 32 دولة افريقية حصلت على استقلالها الميثاق التأسيسى لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، وكان الهدف من تلك المنظمة مساعدة الدول الإفريقية التى لم تحصل على استقلالها ومساندتها فى مقاومتهم ضد الإستعمار، حتى تحولت الى رمز للمقاومة والحرية، والعمل على تحسين ظروف شعوب أعضائها .
وقد تم تغير اسم منظمة الوحدة الأفريقية عام 2002 الى الإتحاد الإفريقى ومقره أديس ابابا بأثيوبيا .
القارة الإفريقية لها تاريخ طويل وممتد عبر التاريخ، كما انها غنية بالموارد الطبيعية والنفط والغاز والمعادن، كما يوجد بها اكبر احتياطى فى العالم من الكوبالت واليورانيوم والكروم والذهب والمعادن النفيسة، وكذلك أكبر مساحة من الأراضى الصالحة للزراعة لبيئتها الخصبة وتوافر المياة، كما بها الغابات والحياة البرية والصحارى فهى قارة بكر غنية بكل ما تملكه .
وللأِسف لم يتم استغلال كل مقوماتها، وتعيش معظم شعوب القارة فى فقر أمام الإستغلال الغير شرعى لمقوماتها، كما انها أكثر الشعوب تهديدا من التغيرات المناخية نتيجة التصحر والقطع الجائر للأشجار وانتهاك البيئة بكل الصور وعدم التنمية المستدامة للموارد جعلها فى وضع أسوء .
وعلى الدول الإفريقية استغلال مواردها بشكل أفضل والمحافظة على البيئة من التدهور، ففى مؤتمر المناخ المنعقد فى شرم الشيخ تم توضيح كل الأضرار الواقعة على دول القارة وتأثيراتها على دول العالم، وان على الدول الكبرى التدخل بشكل سريع لخلق استثمارات والتزام بتعهداتها لدول القارة السمراء بدفع 100 مليار دولار سنويا لمواجهة تحديدات المناخ ، وكذلك تعهداتها امام مؤتمر جلاسكو او مؤتمر شرم الشيخ، للحد من تلك التأثيرات المناخية ومواجهتها .
ومنذ أيام فى شرم الشيخ انعقد المؤتمر السنوى للبنك الإفريقى للتنمية للمرة الثالثه وفية حرص الرئيس السيسى على توجيه رسائله بشكل مباشر وطالب (( أفريقيا تحتاج 200 مليار دولار سنويا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وان للبنك الأفريقى دور كبير فى توفير الحاجات التمويلية لدول القارة، وان التغيرات المناخية ستؤدى الى ارتفاع نسب الجفاف والتصحر داخل القارة، وعلية يجب على مؤسسات التمويل اعاده النظر فى شروط الإقتراض وان مصر ستظل داعم للقارة وتدفع لجهود التنمية وتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار والدفع نحو الإقتصاد الاخضر ))
ويؤكد ذلك مواقف مصر نحو القارة التى تمثل عمق استيراتيجى وتاريخى ومصير واحد يحتم عليها التواصل والإندماج مع قضاياها .
ومما لاشك فية ان علاقة مصر بمحيطها الإفريقى قد تغيرت تماما بعد عقود من الإهمال فى عهدى السادات ومبارك وبعد ان كانت فى اوج عظمتها فى عهد عبدالناصر جاء الرئيس السيسى واعاد امتداد مصر الى محيطها الإفريقى بشكل عملى وراسخ لتعود مصر الى حضنها الإفريقى عبر أبنائها وكوادرها فى كل المجالات وكذلك عبر وزارة الخارجية لدعم كل أواصر العلاقات سواء كانت سياسية او اقتصادية او ثقافية وغيرها من النواحى المختلفة مع كل دول القارة السمراء .
وكان ذلك واضح وجلى فى مؤتمر شرم الشيخ للمناخ الذى كان يعبر عن أفريقيا كلها والدول التى يقع عليها الضرر الأكبر من تاثير الانبعاثات او العبث بالبيئة وعدم قدرتهم على مواجهة تلك التحديات .وهذا ما يؤكدة دائما الرئيس السيسى ان الطريق طويل ولابد من تحقيق وتنفيذ استراتيجية تنقل افريقيا ودول القارة الى مكانها الصحيح كما ترى استراتيجيتها واجنده القارة 2063 وهذا ما تفعله مصر بمشاركة دول القارة من اجل تحقيق التنمية المستدامة ومواجهة كل التحديات .
نتمنى ان يكون هناك تعاون حقيقي بين دول القارة، وان تنتهى وتيرة الصراعات العرقية والحروب الأهلية، وان يتوقف الصراع الدائر فى السودان فورا، وأن تعلم أثيوبيا حق دول المصب فى حصتهما فى نهر النيل، وان مصر تقف مع كل شعوب القارة من أجل الرفاهية لشعوبهم لكن دون المساس والإضرار بحق شعب أخر، وان مصر قادرة على الرد وقنص حقها، ولكنها الدولة الكبرى للقارة وتتخذ كل الطرق السلمية والدبلوماسية حتى الأن فى مفاوضاتها أمام التعنت الأثيوبى .
والتاريخ والواقع يشهد ما قدمته مصر لدول القارة سواء فى تحررها او تنميتها ومع ذلك تواصل تفاعلها مع محيطها الافريقى بكل ود أملا فى صنع قارة ودول تفرض ارادتها، وبرغم التنافسات من الدول الكبرى سواء كان من روسيا او الصين او الولايات المتحدة على تشكيل تحالفات من اجل مكاسبهم من امكانيات القارة من الموارد الطبيعية وفرص الاستثمار .
نتمنى لكل افريقيا السلام ولكل شعوبها الأمن والأمان والرفاهية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.