عبدالرحمن بدر الدين يكتب | كيف يستغل الإرهاب والتطرف ألعاب الفيديو؟

0

لعلك تتسأل الان ما علاقة الإرهاب بألعاب الفيديو ؟
الألعاب الإلكترونية هي أحد أهم قطاعات الترفيه التي يصعب تقنينها، نظرا لاختلاف قوانين ودساتير الدول ودرجة تساهلها مع الخطاب المتطرف، من باب “حرية التعبير”، كما أن درجة التزام منصات الألعاب الإلكترونية محاربة التطرف العنيف تتراوح بين الجدية وبين الإهمال، وبين عدم قدرتها على تحمل تكاليف تشكيل وحدات لمراقبة محتوى اللعبة وتجمعات اللاعبين فيها.
وعلي غرار ذلك فاستخدام السلاح واطلاق النار أصبح منتهي بالنسبه للجماعات الإرهابيه لأنهم يسعون الي طرق جديده لخرق قوانين العقل البشري واستغلال ذلك لزيادة رقعة الانتماء لهم , وإن تلك الجماعات المتطرفة تقوم بتعريض شبان صغار السن لمحتوى خطير مستغلاً ألعاب الفيديو من خلال تقنيات هائله تتضمن إعادة نشر أحداث إرهابية حقيقية عبر منصات الألعاب الإلكترونية , ومثال حي علي ذلك إن ما يحدث في أستراليا لا يعد توجها جديدا بالنسبة للمنظمات الإرهابية والمتطرفة، إذ أشارت تقارير عديدة لاستخدام الإرهابيين والجماعات المسلحة ألعاب الفيديو التعددية عبر الإنترنت من أجل التخطيط لهجمات مسلحة
” Online Multiplayer Video Games ”
فباستخدام هذه الألعاب يستطيع الإرهابيون استعمال خط “دردشة” آمن، والتحدث مع شركائهم من جميع أنحاء العالم حول خطتهم المقبلة، دون وجود أي خوف من كشف هويتهم الحقيقية وغالبا ما يركز الإرهابيون
على ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول
” First-person shooter”
لما توفره هذه التقنية من واقعيه في هذا الأمر , كما يعتبر هذا الإرهاب المعاصر النسخة الإلكترونية للإرهاب التقليدي، إذ أن الإرهابيين باتوا على قدر كبير من الحنكة في استغلالهم لتكنولوجيات الاتصالات للاتصال ببعضهم البعض دون الكشف عن هوياتهم عند التخطيط لأعمال إرهابية، فقد يستخدم الإرهابيون حساب بريد إلكتروني بسيط الإبداع من خلال رسائل في صندوق بريد إلكترونى أو افتراضى، ويقصد بذلك كتابة رسائل دون إرسالها، بحيث لا تخلف وراءها إلا الحد الأدنى من الآثار الإلكترونية، ويمكن الاطلاع عليها في أي جهاز متصل بالإنترنت في جميع أنحاء العالم من قبل أفراد متعددين يعرفون كلمة السر الخاصة بهذا الحساب.
وحتي لو كان الطفل او الشاب علي مراقبه أسريه في أفعاله الاان الألعاب تؤدي بما تحمله من أخلاقيات وأفكار سلبية إلى المزيد من الانفصال الأسري والترابط الإنساني مع الآخرين وارتباط الطفل بالقيم والأخلاقيات الغربية التي تفصله عن مجتمعه وأصالته . كما أنها من وجهة نظر اخرى تصنع طفلاً أنانيًا لا يفكر في شيء سوى إشباع حاجته من هذه اللعبة ، وكثيرًا ما تثار المشكلات بين الإخوة الأشقاء حول من يلعب؟ على عكس الألعاب الشعبية الجماعية التي يدعو فيها الطفل صديقه للعب معه .
ماهي الألعاب المتعلقه بالجامعات الإرهابيه ؟
“حزب الله كان صاحب الأولويه في صناعة التجنيد بألعاب الفيديو ، الذي أطلق لعبة “القوة الخاصة” سنة 2003 والجزء الثاني لها سنة 2007 لمحاكاة بعض عملياتها، علمًا بأن الجماعات المتطرفة ليست الوحيدة التي استخدمت الألعاب الإلكترونية.. ورغم الاختلاف الأيديولوجي فإنها تحاكي جماعات اليمين المتطرف والنازيين الجدد في أوروبا وأمريكا وتتعلم من أساليب أخواتها في التطرف كـ”داعش” و”القاعدة”، وأطلقت سنة 2002 لعبة تسمى “التطهير العرقي”، حيث يستهدف بطل اللعبة الأقليات من المسلمين واليهود تحت شعار عنصري.
من الناحية التقنية، تتم صناعة وبرمجة هذه الألعاب بالتلاعب بالإعدادات الأصلية لألعاب الحرب والتصويب أو ألعاب العصابات والجريمة المنظمة، وذلك بإضافة شخصيات جديدة وموسيقى أو أناشيد، وإضافة أطوار للعبة تحاكي هجمات إرهابية سابقة أو أهدافا جديدة تستثير نوازع العنف عند مَن يلعبها.
لعبة “صليل الصوارم”، التي أصدرها “داعش” في 2014 أولى وآخر اللعبات الإلكترونية للتنظيمات الإرهابية لاستهداف الشباب والمراهقين , والتي تعتمد فيها علي التدريب بجديه في كيفية استخدام الأسلحه باستخدام اصوات دينية تدعوا للجهاد , وعلي غرار ذلك اللعبه الشهيره ببجي عن طريق عمل جروبات لإحتراف لعب اللعبه ثم بعد ذلك المسايسه وجذبهم للإنضمام للجماعات الإرهابيه وتعليمهم ضوابط التشدد في الدين ثم التجنيد والعمل معهم
ولا يقتصر أمر اللعبات الإلكترونية على كونها أداة تجنيد ودعاية وتواصل، بل تستخدم أيضا للتدريب على إطلاق النار وتعلم أنواع الأسلحة والمتفجرات، ويتدرب عليها المجند ويستخدمها في اللعبة دون وجود أي خطر عليه، بل يضيف جانب المتعة لتطوير مهاراته، وتُمكِّنه أيضا من تخطيط هجومه ورسم السيناريوهات المحتملة لذلك، فأندريس بريفنيك، اليميني المتطرف الذي ارتكب مجزرة أوتويا وهجوم أوسلو -النرويج سنة 2011- والتي أودت بحياة 77 شخصا، قد تدرب قبلها على محاكاة هجومه مرات ومرات أثناء لعبه إحدى هذه الألعاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.