حسن البرلسي يكتب | ما وراء ٣٠ يونيو

0

رغم أن انتفاضة ٣٠ يونيو لم تبح بأسرارها بعد، إلا أنها مشروعها السياسي يستحق المناقشة ،فجاءت هذه الانتفاضة معبرة عن رفض الواقع المرير الذي عاشه الشعب المصري العظيم بغية أن يحيا حياة كريمة ويتذوق الحرية.

لست أشك أنها جاءت ثورة ٣٠ يونيو لتبنى وطنًا، وتصحح مسارًا وتفتح آفاق الحلم والأمل أمام ملايين المصريين، الذين هتفوا ضد سماسرة الأوطان وسارقى الأحلام، ليستردوا مصر الحرة.

كان النظام الإخوانى إعتمد علي الأفكار الصهيونية في إقصاء الكفاءات، وعدم الاستعانة بالخبرات الاقتصادية والسياسية والشخصيات التى لها خبرات طويلة مشهود لها دولياً ومحلياً فى إدارة الأزمات التى واجهت الدولة فى إطار ما عرف بـ (أخونة الدولة) ، وأعتدمت أيضا علي نشر الفتن وعدم الاعتراف بالاخطاء.

وبعد عام وثلاثة أيام فقط من رئاسة مرسي، ارتكب خلالها أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينه وبين الشعب في خلال هذه المدة الزمنية الضائعة من عمر مصر التي كانت البلاد فيها أحوج ما تكون لاستثمار كل يوم للبناء والتقدم والنمو والاستقرار..

رسخ حكم مرسي علي مدار عام حالة من الاستقطاب الحاد، وقسم المجتمع بين مؤيد للمشروع الإسلامي الذي يمثله الرئيس وجماعته دون أن يقدموا دليلاً واحداً علي هذا المشروع، وبين مناهض له يوصف في أغلب الأحيان بــ “العلماني”. وبدلاً من أن يتفرغ الشعب للعمل والانتاج، اتجه الي التناحر والعراك بين التأييد والرفض.

وعمل حكم مرسي وبسرعة كبيرة علي ترسيخ الأخونة ونشر هذا الفكر رغم تنامي الشعور المعادي له من يوم لآخر، فالإخوان لا يعرفون مفهوم الدولة، ولا يحبون الوطنية المصرية؛ لأنهم مشروع يقوم على إقامة دولة الخلافة المرتبطة بالدين وليس الوطن.

كما أعتمد سماسرة الأوطان علي نظام الخراب العام فتراجعت معدلات النمو وزيادة الدين العام وتآكل الاحتياطى النقدى وتهاوى مؤشرات البورصة وتراجع تصنيف مصر الائتماني
وطبقاً لموقع الهيئة العامة للإستعلامات أرتفع الدين العام خلال فترة حكم الإخوان بنحو 23.36% بعدما سجل مستوى 1527.38 مليار جنيه مقارنة بفترة المقارنة فى عام 2012 والتى كانت مستويات الدين عند 1238.11 مليار جنيه، كما زادت نسبة الدين العام المحلى إلى الناتج المحلى بنحو 10%، بعد أن ارتفعت من 79% إلى نحو 89%، إلى جانب استمرار تآكل الاحتياطى النقدى من الدولار لدى البنك المركزى فوصل إلى نحو 14.93 مليار دولار بدلا من 15.53 مليار دولار بنسبة انخفاض قدرها 3.8%.
إن الجماهير التى خرجت فى مصر منذ عشر أعوام لتصنع ثورة 30 يونيو إنما أسهمت فى صنع التاريخ الإنسانى للحرية ومقاومة الاستبداد الظلامى بقدر ما انتصرت لهويتها وثقافتها الوطنية.
وانطلقت مسيرة الشعب نحو البناء على كافة الأصعدة تحت قيادة وطنية واعية، وفى حماية جيش وشرطة بذلوا أرواحهم من أجل الحفاظ على مقدرات مصر بمحاصرة الإرهاب ووقف انتشاره وملاحقته أينما كان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.