رضا سليمان يكتب | 30 يونيو .. طبل وسيف

0

لماذا بدأ المواطن يشعر بضعف النظام، بل وسيطرة رموز جماعة الإخوان على مؤسسة الرئاسة لصالح أعضائها؟! ظهر ذلك جليا مع ترك الشارع، فأنا كمواطن أعلم أن هناك بلطجيا وأعلم أنك لا تمتلك القدرة على ردعه، وهذا البلطجى يسبب لى ولغيرى الكثير من المشكلات، وأنت رئيس دولة، فلا تبرر لى البلطجة ولكن اقض عليها.
نعود لحظة إلى توزيع الغنائم على الإخوان، فقد قيل من بعض رجالهم أن تلك الأخونة ما هي إلا رد للجميل. توزيع مناصب الدولة أصبح كنوع من رد الجميل وليس من أجل الكفاءة أو المسئولية. مقابل تلك الكمية الموجهة من النقد لجماعة الاخوان المسلمين التى تحكم مصر بداية من 30 يونيو 2012، ماذا فعلت الجماعة للمواجهة؟
كما ذكرنا كتائب إلكترونية على شبكة الإنترنت ومن خلال رسائل sms على جميع القنوات الفضائية والشبكات الإذاعية. تلك الكتائب وظيفتها الوحيدة هى الطبل لأي فعل يقوم به الاخوان وأيضا الانقضاض وبمنتهى الشراسة على أى فرد ضد الجماعة حتى وإن كان ناصحا أمينًا.
غير ذلك استخدموا سلاح الاسلام وأن المخالف للرئيس وجماعة الاخوان ما هو إلا مخالف لشرع الله، وما يحدث ما هو إلا حرب معلنة على الإسلام.
يحاولون بذلك استقطاب مشاعر الجماهير. وصرحت قيادات في جماعة الاخوان المسلمين (صفوت حجازي) وبعض التيارات الاسلامية الموالية (عاصم عبد الماجد، ووجدى غنيم) بأن الخارج على شرعية الرئيس سوف يرش بالدم وما هو إلا كافر. وفى نفس الوقت هناك صمت من الرئاسة تجاه مثل هذا الحديث.
يدرك الكثير أن ذلك السلاح ضعيف، لأن من يريد الحرب على الإسلام كان الأفضل له أن يبدأها أيام حكم مبارك وليس والإخوان المسلمين في الحكم. وقد يقال إن الحرب أُعلنت على الاسلام بعد تصعيد هذه الجماعة الاسلامية للحكم ولكن السؤال: متى كان شرع الله سلاح يتم التهديد به؟ وأيضًا: لماذا يظهر الشرع والدين وقت الهجوم على جماعة الاخوان ولا يظهر عند استحواذ الجماعة على المناصب في الدولة؟!
عند استخدام الدين والضرب به ظهرت موجه تتزعمها القنوات الفضائية الاسلامية والمسيحية على السواء وظهرت حالة من الثرثرة الإعلامية المستمرة وتوجيه الاتهامات، لدرجة وصلت إلى السب والقذف لأشخاص وقامات دينية.
حالة من الشحن المستمر على كافة الأصعدة خلقت في الشارع حالة من التعصب لأفكار لا حدود لها ومنها أفكار ونزعات شخصية ومنها فكر البلطجة لدرجة أن حالات السرقة والخطف انتشرت في شوارع القاهرة في وضح النهار وفي أكثر أماكنها نشاطا وحيوية.
زيادة على ذلك انتشرت أمور من شأنها التضييق على المواطن من رفع أسعار مستمر بسبب غياب رقابة الدولة، وانقطاع للتيار الكهربائي وذلك له الكثير من الأضرار التي تنعكس على المواطن مع استمرار أزمات عدم تواجد السولار والبنزين والتي ظهرت في النصف الثاني من شهر يونيو 2013.
مقابل تلك الأزمات يظل الحديث المسيطر على فكر الجماعة ومن يواليها بأن الخارج على الشرعية خارج على الإسلام، وعلى استحياء يقال إن حق التظاهر مكفول ما دام تظاهرا سلميا.
تظهر على الساحة دعوات من الرئاسة تقرر فتح الحوار مع جبهات المعارضة بل في أحد الخطابات يؤكد الرئيس أنه على استعداد للذهاب إلى أي مكان للحوار متناسيًا عن عمد أو جهل، أن الحوار ليس مجرد دعوات وجلسات تنتهي إلى توصيات وقرارات لا قيمة لها، لأن ما سيتم تنفيذه بالفعل هو ما يتم إقراره في مكتب إرشاد جماعة الاخوان المسلمين.
وهذا ما أكده الأستاذ هيكل في حواره مع لميس الحديدي يوم الخميس 27 يونيو 2013 حينما قال إن الوقت لم يعد وقت الوصي الفكري أو الأب الروحي للقائد السياسي، فإذا كانت الجماعة بالفعل تحكم من مكتب الإرشاد فيجب أن تظهر وتعلن ذلك صراحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.