تسعى المجتمعات المتحضرة إلى خلق وعي عام لدى أفرادها من خلال نشر الثقافات المتعلقة بالجوانب الصحية والبيئية والقانونية والأمنية . حيث أن المجتمع الواعي قادر على التصدي لكل الهجمات التي تستهدفه ، وتستهدف استقراره وامنه .
فالوعى هو الغاية والهدف الأسمى، ومن جزئيات الوعي العام الوعي القانوني فالوعى بالقانون ليس فقط معرفة التشريعات والنصوص القانونية، بل هو صورة شاملة لكل أنواع الوعى الاجتماعي ورفع المستوى الثقافي والمعرفي للمواطن ليكون قادراً على استيعاب القانون وتقبل أوامره ونواهيه بشكل صحيح، بل ويتبنى القانون ويجعله قيمة عليا يدرك أبعادها ويسعى لتطبيق موجباتها . حيث يرتبط وجود القانون بوجود الإنسان فى المجتمع، ومن ثم فلا غنى له عنه، فهو ضرورة ملحة للإنسان على المستويات كافة، ويعد القانون علامة على الوجود البشرى واستمراره وحاضرة ومستقبلة بل ان تقدم الامم وقيام الحضارات يدور وجودا وعدما وقوة وضعفا وإيجابا وسلبا مع رسوخ اقتناعها باحترام القانون وقدسيته ووعى الشعوب به
ومن هنا نرى أن الوعي القانوني إذا ما أريد له أن يتحقق وان ينتشر فمن الواجب على أفراد المجتمع أنفسهم تحقيق ذلك الأمر، لأن المؤسسات مهما بلغ بها الأمر من تملك الوسائل والإمكانيات لا تستطيع تحقيق الهدف ما لم يكن الفرد ساعياً إليه لتعلق ذلك الأمر بالذات الإنسانية والفكر الذي يحمله الفرد.
ومن السبل التي من الممكن أن نحصن بها مجتمعنا من الجريمة هو طرح المبادرات المجتمعية لمحو الأميه القانونية و التوسع في طرح الثقافة القانونية من خلال البرامج الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية على يد المتخصصين
فقد يتخذ المحامون والقانونيون من معرفتهم الراسخة بالقوانين والعقوبات وسيلة للعيش فقط ، لاكن المعلومات التي تهم الناس من الممكن أن تكون في متناول الجميع فإن معرفة الناس حقوقهم تؤدي إلى تراجع الجريمة بشكل عام ومعرفة المخالفات التي يعاقب عليها القانون مهمة أيضا ذلك أن الجهل بالقانون لا يعفي من العقوبة كذالك النهوض بمستوى التثقيف والإرشاد القانوني في مجال الإعلام المسموع والمرئي . و إيجاد مناهج تعليمية في المراحل الدراسية التأسيسية تتعلق بالمعرفة القانونية وبشكل مبسط حتى يكون الطالب مؤهل لتقبل الالتزامات التي يمليها عليه القانون النافذ ويؤديها بشكل صحيح وكذلك يمارس حقوقه التي كفلها القانون بالشكل الذي لا يتقاطع مع حقوق الآخرين . كذالك بث فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف الفئه الغارقة في بحر العالم الافتراضي.
فالتوعية أمر أساس في الدفع بالوعي لمراتب عليا تمنع فقدان الحقوق وانتشار الفوضى .
