حسين عبد ربه يكتب | وسائل التواصل الاجتماعي .. دُرُوب وَ حرُوب

0

لقد أثر ظهور التكنولوجيا على حياتنا، وزاد التأثير منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت هي الوسيلة الأساسية لتواصل الأفراد في المجتمعات.
ولا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت طفرة في كافة المجتمعات حيث كان التواصل ماقبل ظهورها يقتصر على إرسال الخطابات التي تستغرق أيام وأسابيع لتصل إلى الشخص المرسلة إليه، لكن اليوم أصبح التواصل بين أفراد المجتمع أسهل مما كان عليه من قبل، فكما نعلم بضغطة على شاشة الجوال يمكن إيصال رسالة في بضع ثواني، وهذا بالطبع جعل الحياة أسهل.
فأصبح الآن من يُريد التواصل مع أصدقائه، أو معرفة الأخبار أو متابعة فُرصة عمل والتقديم لها أو قراءة كتاب أو البحث عن برامج ومجموعات غنائية أسهل، ولا يُكلف جُهد أو مال كما كان في السابق.
حيث بدأت وسائل التواصل الاجتماعي في بداياتها بصورة قليلة الانتشار، ولكن مع تطورها بصورة سريعة أصبحت اليوم هي بنك المعرفة، والاطلاع اليومي على الأخبار لدي أفراد المجتمعات المختلفة.
في حقيقة الأمر هي سهلت الكثير، والكثير، وفتحت آفاق للمعرفة، وحفظ التُراث المختلف، ومشاهدت كل شيء في أي وقت وفي أي مكان.
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مصدر لدخل العديد والعديد من الأشخاص الذين ينشرون محتويات تُفيد في المعرفة والإدراك بكل مايحدث في كل مكان.
ولكن لكل شيء جانب إيجابي، وآخر سلبي
مع كثرة التطور، وكثرة الاستخدام، أصبح استخدامها عادة لا يُمكن التخلص منها، مما شجع من يريد نَشر الشائعات بين أفراد المجتمعات، وإثارة البلبلة في النفوس، وإلقاء بُذور سمومه وشائعاته أن يتخذها وسيلة لنشر أفكاره الخبيثة، وبصُورة سهلة دخل المال في ترويج الصفحات التي يديرها هادمي أفكار المجتمعات أو من ينشرون أشياء لا قيمة لها، هذه هي حروب التواصل الاجتماعي التي تزداد بصورة كبيرة في كل المجتمعات،ولكن الوعي لدى فئة الشباب التي هي أكبر فئة تُتابع بصورة دائمة وسائل التواصل سوف يُقلل من التضليل الفكري، والأفكار السطحية التي تتداول أحيانًا.
وظهر مايسمي الترند الذي أعتقد أنه الآفة التي تأكل كل ماهو جميل، وينساق خلفه ويشاهده العديد والعديد من المستخدمين، بدون معرفتهم من الذي نشره، وَكثْرَة الأمور السطحية وتعددت، وظهرت أيضًا برامج لا علاقة لها بثقافة أي مجتمع ليس مجتمعنا فقط بل أغلب المجتمعات، برامج تعتمد على أفكار سطحية، وتشجع فئة الشباب التي هي عماد أي مجتمع بصورة أكبر على نشر أشياء لا تُفيد بل تصل إلى حد التفاهة المطلقة، وأصبح تركيز البعض علي جمع الاعجابات والتعليقات والمشاهدات بكميات كبيرة.

ولاشك أن هناك دور جيد تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي بكافة مواقعها، وهناك أمور تناقش قضايا وتُلقي الضوء على أهميتها، ولكن الوعي هو الأساس وهو مايرجح كفة كل ماهو مفيد.
وللاستفادة من هذه المنصات يجب أن نُدرك مابها من دُرُوب ومعرفة المفيد منها وأنها اتاحة الفرصة للافادة من المحتويات التي تُنشر بهدف التفكير والثقافة والأبحاث العلمية، وإيجاد فُرص العمل من خلالها، وإلقاء الضوء علي فئات تستحق الدعم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.