محمود القط يكتب | يسألون عن الضمانات

0

إن ما نعيشه من حالة من الزخم السياسي بداية من الحوار الوطني الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي في إبريل عام ٢٠٢٢ مرورا بتشكيل بعض التكتلات و الحركات و التيارات او أيا ما ارادت أن تسمي به نفسها هو حالة صحية سياسيا أن يكون المناخ السياسي في حالة حركة و تفاعل مع القضايا المختلفة بكل أنواعها و اتجاهاتها و اصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة رئيسية لنشر و انتشار كل ما يريد ان ينشره أحد أيا ما كان و هى قادرة على الانتشار و الوصول للجمهور المستهدف أكثر من غيرها و ربما نختلف او نتفق مع ما يتم تداوله و ايضا هو في بعض الأحيان يكون صادم لأنه مخالف لما هو مستساغ لأذهاننا لكن في الحقيقة كل ذلك يستلزم منا ان نشيد بالإدارة السياسية المصرية لأنها عبرت عن قوتها بفتح باب كانت قادرة ألا تفتحه لأسباب و مبررات عديدة و مع كل ذلك نجد العديد من الأصوات تطالب بالضمانات سواء لخوض المعترك الانتخابي أو للمشاركة في الحوار الوطني او لأي تفاعل مع ممارسة طالبوا بتواجدها لسنوات عديدة و ربما لم تكن هناك مساحة مثلها منذ عشرات السنوات بل اصبح السؤال ما هي آلية و طبيعة هذه الضمانات و لماذا الحديث عن ضمانات من الأساس ؟؟ فإن الوقت الذي تقوم فيه القيادة السياسية بفتح ابواب كانت قادرة ألا تفتحها نرى ان هناك اصوات لسان حالها هل من مزيد؟؟ هل من تشكيك؟؟ دون أي مبرر او داعي لذلك فالضمان وسيلة لتامين إتمام تعاقد او اتفاق بين طرفين ليضمن المانح حقه من الممنوح له سواء كان ذلك في قرض او شراء او غيره وهذا ليس له علاقة بما يتم من بناء سياسي لمصر حاليًا فليس هناك مانح ولا ممنوح له إنما هناك قيادة سياسية اختارت طواعية الوقت المناسب لاستكمال البناء السياسي للدولة فما الداعي للحديث عن ضمانات وتعهدات أو أيًا ما كان.
إننا في الحقيقة لم نكن نريد أن نخوض في فرعيات تخرجنا عن الأصل وهو استمرار لتمصير التجربة الديموقراطية وبنائها بأدوات مصرية خالصة إلا أن الحديث عن الضمانات جعلنا نسأل أنفسنا أسئلة مهمة هل الدولة هي التي تحتاج لتقديم ضمانات أم ان الضمانات مطلوبة ممن نرتاب في كثير توجهاتهم وأفعالهم سواء كانت في الماضي او الحاضر او المستقبل؟ ألا نحتاج لضمانات ممن لهم اتصالات اجنبية لا نعرف مغزاها وأسبابها؟ ألا نحتاج لضمانات ممن لا نعرف مصادر تمويلاتهم؟
ألا نحتاج لضمانات ممن كانوا سببا في تشتيت المواطنين لسنوات والتشكيك في مؤسسات الدولة المختلفة؟ ألا نحتاج لضمانات ممن ينظر للوطن أنه مكتسبات وضمانات ولا ينظر إليه أنه بناء وتنمية.
الحقيقة أن الحديث عن الضمانات هو شماعة لتعليق عليها مبررات الاخفاق والفشل المستقبلي وأعتقد أن كل من تحدث عنها يكون الرد البسيط عليه هو ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.