كريم صبحي علي يكتب | شعب مالوش كتالوج

0

يندهش ويستغرب ويُذهل كثيرًا جدًا كل من ينظر ويتأمل من الخارج في حال مصر والمصريين سواء كان هذا المُتأمل أجنبيًا أو كان حتى من أشقائنا العرب والقاطنين في الدول العربية الشقيقة، ويبدأ هذا الناظر والمُتأمل في حال مصر والمصريين بالدخول في دوامة من الأفكار والأسئلة المنطقية واللامنطقية والمعقولة واللامعقولة والتي تذهب به في النهاية إلى حالة عبثية من حالات الذهول القصوى وبالتالي أيضاً يتولد لدى هذا المُتأمل سؤال واحد فقط لا يجد له أي إجابة مُحددة أبداً وهذا السؤال هو: “كيف صمد واستمر الشعب المصري بالرغم من كل تلك الأزمات والصدمات والهزات والمعارك والحروب التي مرت عليه دون أن ينكسر أو يُهزم أو ينتهي أو ينقسم على مدار تاريخه الطويل جداً والذي يمتد إلى سبعة آلاف سنة؟
بُناءً عليه وبعد تفكير طويل جدًا وفحص وتمحيص وبحث في كل كُتب التاريخ فستجد في النهاية بأنه هناك إجابة واحدة فقط على كل تلك التساؤلات وهذه الإجابة تتلخص في جُملة واحدة وهي (شعب مالوش كتالوج) وربما نكون جميعًا كمصريين قد سمعنا تلك الجُملة تتردد كثيراً هُنا وهُناك وفي وسائل الإعلام وعلى صفحات السوشيال ميديا أو حتى على لسان أهلنا البُسطاء والطيبين في الشارع المصري ولكن يوجد العديد من الناس يجهلون المعنى الحقيقي لتلك الجُملة والتي آراها ومن وجهة نظري بأنها من أعظم الجُمل والصفات التي وُصف بها الشعب المصري العظيم على مدار تاريخه بالكامل مُنذ نشأته وحتى الآن.
الكتالوج هو ذلك الكُتيب الصغير والذي تجدُه دائمًا موجود مع أي جهاز كهربائي أو إلكتروني جديد تقوم بشرائه والهدف من هذا الكُتيب الصغير هو تعريفك بقواعد التعامل الصحيحة مع ذلك الجهاز من طريقة تشغيل وصيانة وإلى آخره حتى تستطيع التعامُل مع هذا الجهاز بطريقة صحيحة، وعندما نقوم بتطبيق نظرية الكتالوج هذه بشكل أشمل وأوسع على الدول والشعوب فستجد وبالفعل بأن دول وشعوب كثيرة جدًا عربية وغربية تتعامل وتسير وفق كتالوج مُعين وإذا خرجت أو حادت عنه تنتهي وتسقُط ولا تعود مرة أُخرى إلا الشعب المصري العظيم والذي تعرض قديمًا لاحتلال أراد القضاء على الهوية الوطنية فخرج المُحتل من مصر وهو الذي يتحدث اللغة المصرية بطلاقة وتعرض لحروب شرسة مثل العدوان الثُلاثي فخرج مُنتصراً على ثلاثة دول كانت تُحاربه دفعةً واحدة وتعرض لنكسة شنيعة في عام 1967 من عدو صهيوني غادر فإستطاع في سنوات قليلة جداً أن يعود مرة أُخرى أقوى من ذي قبل لينتصر أخيراً في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ويسترد أرض سيناء الغالية من دنس العدو الإسرائيلي وتعرض لثُلة حُكم فاسدة تلاعبت بمُقدراته وثرواته فخرج عليها وأسقطها في ثورة 25 يناير 2011 وتعرض للإستغلال والخطر من أعنف جماعة إرهابية على مر التاريخ فقرر الدفاع عن هويته العربية والإسلامية وخرج في ثورة 30 يونيو 2013 وأسقط هذه الجماعة الإرهابية وقضى عليها نهائياً وإلى الأبد وكانت تلك فقط مُجرد أمثله بسيطة مما تعرض له الشعب المصري من أزمات ومخاطر كانت كفيله بإنهاء تاريخه والقضاء عليه ولكنه انتصر عليها في النهاية.
هُنا يقول الكتالوج بأن أي شعب يتعرض لما تعرض له الشعب المصري من كل تلك الأهوال كان حتماً ولابد أن يسقُط وينتهي ولكن الشعب المصري العظيم (شعب مالوش كتالوج).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.