محمود القط يكتب | الانتخابات الرئاسية

0

إن ما مرت به مصر منذ عام ٢٠١١ لن تنساه الأذهان و لا الأجيال لعقود طويلة فسيكون للجميع ذكريات أيا كان نوعها او شكلها فما مرت به مصر كان تأثيره مباشرا على جميع المواطنين المصريين بجميع فئاتهم و شرائحهم و بما أننا مقبلون على انتخابات رئاسية فسوف ناخذ جانب الانتخابات الرئاسية في فترة التمهيد للاستقرار حتى الآن و لذلك سنبدأ بانتخابات ٢٠١٤ التى أتت على مصر في ظروف استثنائية بكل المعني و المقاييس فنحن أمام دستور جديد و رئيس انتقالي تحمل مسؤولية جسيمة في وقت حرج و اقتصاد في شبه حالة انهيار و عدم وجود مؤسسات تشريعية فقد أتت هذه الانتخابات و مصر تمثل بالمفهوم الاستراتيجي (شبه دولة) بكل المعاني والمقاييس وكان الشعب المصري يعاني من انعدام الأمن والأمان ونقص في موارد الأساسية وعلى رأسها الطاقة وكان في ذلك الوقت المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع يتمتع بحصانة وزير الدفاع التى كانت كفيلة بأن يستطيع حماية مقدرات البلاد دون الدخول في المعترك السياسي ولكن أتت المطالبات الشعبية من جميع فئات الشعب تطالبه بالترشح للانتخابات الرئاسية ولن أنسى لقاؤه بالندوة التثقيفية الذى حضره العديد من الفىات المجتمعية و قال نصا احنا مش هننام والمسؤولية كبيرة انتم موافقين؟ و رد الحضور ومعهم كل مصري متابع للقاء ايوة جاهزين معتقدين ان ما يقوله وقتها على سبيل التحفيز وشحن الهمم و لكن لم يدركوا أنه حقا كان يعني ما يقول فمن اللحظة الأولى لانتخابه رئيس بدأ بالعمل في جميع الاتجاهات وفق استراتيجية واضحة و صريحة و هى داخليا : التنمية الشاملة وخارجيا: الدبلوماسية العامة، مما بدأ صفحة جديدة و مختلفة من كتابة تاريخ مصر الحديث
و هنا ننتقل الى انتخابات ٢٠١٨ التى أتت و مصر في نقلة مختلفة تماما من يتابعها لا يصدق ان كل ما تم قد تحقق في أربع سنوات فقط فعلى الصعيد الأمني عاد الأمن للشارع المصري و انحسر الإرهاب في سيناء و تم حفر قناة السويس الجديدة في محفل عالمي مهيب و اكتملت المؤسسات بانتخاب مجلس النواب وتوفرت مصادر الطاقة بشكل افضل من سنواتها السابقة و بدأت الدولة تنظر الى الشباب في التدريب و التأهيل و يحضر الرئيس عبدالفتاح السيسي الجمعيات العامة للأمم المتحدة و يعلن المشاركة في التنمية المستدامة ٢٠٣٠ و ان مصر ستسعى لتكون رائدة في تحقيق أبوابها المتعددة لكن تظل انتخابات ٢٠١٨ بدون منافسة حقيقية و بدون مرشحين رئاسيين سوى المهندس موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد الذى كان له دور اقل ما يوصف به هو أن له كل التقدير والاحترام إللا أنه يظل المشهد دون منافسة بين مرشحين للرئاسة لهم برامج وأطروحات مختلفة و لن نطرح أسباب ذلك لأن كل جانب له وجهة نظر و لها جميعا مبرراتها لكن الحقيقة أننا كنا امام مشهد انتخابي ينفذ الاستحقاق الدستوري فقط.
وتمر السنوات و نصل الى انتخابات ٢٠٢٤ التى أتت وفق تعديلات دستورية تمت في عام ٢٠١٩ و هذه التعديلات تسمح للرئيس عبدالفتاح السيسي الترشح لفترة انتخابية جديدة لمدة ٦ سنوات و هنا يجب أن نضع امام التاريخ المشهد بصورة واقعية فنحن امام مشهد انتخابي له محدداته التى لم تحدث في مصر منذ أكثر من اربعين عاما ألا و هى أن انتخابات الرئاسة تأتي ومصر ليست في حالة طوارئ و قانون الطواريء غير مطبق فقد أعلنت مصر إنهاء حالة الطواريء في جميع أنحاء البلاد ما عدا الأماكن ذات الطبيعة الخاصة منذ عام ٢٠٢١ و هو امر يدل على ان مصر اخذت جميع الإجراءات و الاعتبارات لتعيش في جالة طبيعية كاملة فالقانون الطبيعي سيتم تطبيقه أخيرا دون اللجوء لأي إجراءات استثنائية و عادت لمصر مكانتها الدولية بل حققت مكتسبات دولية كانت فقدتها لسنوات بداية من رئاسة الاتحاد الأفريقي الى المكانة الاستراتيجية في الشرق الاوسط التى لم تكن لتأتي إللا بقوات مسلحة قوية و متطورة و كتعددة مصادر التسليح لتحمي الامن القومي المصري وتجعل مصر قادرة على أنيكون لها سيطرة كاملة على مقدراتها و ثرواتها من حقول الغاز و غيرها وهنا اصبحت لمصر شخصية واضحة فرضت بها نفسها فهى تحترم الجميع و لا تتدخل في الشان الداخلي لغيرها و لا تقبل اي تدخل في شؤونها الداخلية و تمد يدها بالسلام لكل من يحترم القواعد الدبلوماسية المصرية فالعالم اصبح يتعامل مع مصر باعتبارات تفوق الاعتبارات الخاصة بالمكانة الاقتصادية التى سعت مصر ان تحقق فيها إنجازات حقيفية لكن لم تاتي الرياح بما تشتهي السفن بداية من ازمة كورونا و الحرب الروسية الاوكرانية و أيضا المناوشات الاقليمة والمناوشات التى تتم بين القوى الكبرى التى يكون تأثيرها مباشر على الاقتصاد العالمي عموما والمصري خصوصا و تأتي الانتخابات الرئاسية بعد قيام لجنة العفو الرئاسي بالعفو عن آلاف المسجونين لمخللفات قانون العقوبات وفق الصلاحيات الدستورية للرئيس عبدالفتاح السيسي و ايضا مؤتمر اقتصادي ضم كافة الرؤى الاقتصادية و حوار وطني ليشارك كافة المصريين في صياغة المستقبل المصري و يكون إذابة لجليد وحوائط تم بناؤها على مدار عقود كل ذلك أفرز مشهد انتخابي لن يكون مثل سابقه في ٢٠١٨ لتحقيق استحقاق دستوري و لكن مشهد انتخابي به مرشحين تم تهيئة المناخ لهم ليخوضوا الانتخابات حتى لو لم يكون لهم فرص كبيرة في تحقيق الفوز لكن هو تقدم في البناء الديموقراطي المصري لن يدركه إللا من عاش تفاصيل العشرة أعوام السابقة له و يدرك ما حاولنا اختصاره في سطور تحتاج كتب ومجلدات و يجعلنا نحلم و نتوقع بأن تكون انتخابات ٢٠٣٠ إن شاء الله بها مرشحين يتنافسون منافسة قوية و متقاربة كما يحلم بها المصريين و كما يشاهدونها في نماذج ديمقراطية استغرقت عقود طويلة ليصلوا لما وصلنا اليه في سنوات قليلة و هذا لم يكن ليتم ابدا إللا بما تم من خطوات منذ عام ٢٠١٤ لتحيا مصر بأبنائها المخلصين الذين يبنون مصر في كل المناحي والاتجاهات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.