حنان بديع تكتب | ثورة ضد الهواتف الذكية

0

الهواتف الذكية أدوات فذّة استطاعت خلال فترة قصيرة أن تنتشر وتسيطر على علينا جميعاً بدون استثناء، ورغم المزايا الجمة التي نحصل عليها من هواتفنا الذكية والتي ربما تفوق أضرارها، إلا أن المشكلة تكمن في حالة الإدمان الشديد الذي يدعونا حقا للتأمل في ضرورة أن نتحكم في هذا النمط السلوكي وإلا ..، وكلمة “إلا” المفتوحة على كل الاحتمالات هي ما جعلت خبر الدعوة إلى عصر “الهواتف الغبية” منطقياً إلى حد ما.
والخبر يقول: بدأت شريحة واسعة من مستخدمي الهواتف الذكية في مختلف أنحاء العالم “ثورة” ضد أجهزتها الحديثة، وشرعت في العودة إلى عصر “الهواتف الغبية”!
وقالت صحيفة “ذا صن” البريطانية إن الهواتف القديمة، التي يطلق عليها “الغبية”، أصبحت تشهد انتشاراً جديداً بين المستخدمين!!
بل أن “نوكيا” قد أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنها بدأت في استعادة جزء من سوق الهواتف المحمولة العام الماضي..
ويقول خبراء إن التأثيرات التي أحدثتها الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية ساهمت في رغبة الناس في هواتف بسيطة وتقليدية.
فهذه الفئة من الناس تحاول حالياً الحد من استهلاكها للهواتف الذكية، بعد أن أصبحت “مدمنة” على الميزات، التي تمنحها دفعات سريعة ومؤقتة من هرمون السعادة “الدوبامين، ويرغبون في الاعتماد على الهواتف “الغبية” في حياتهم ليكونوا أكثر حضورا في “العالم الحقيقي” على حد قولهم.
إذن هي دعوة للعودة إلى أحضان العالم الحقيقي لذي نفتقده، وهي دعوة جريئة وثورية وغريبة في ذات الوقت.
لكن لم لا، فقد جاءت نتائج تجارب ودراسات لتقول إن هؤلاء الذين تواجدت هواتفهم الذكية أمام أعينهم، حتّى وإن كانت على الوضع “صامت”، بل حتى حينما أُغلقت تماماً، حصلوا على درجات أقل في الاختبارات التي خضعوا لها والتي تقيس قدراتهم الإدراكية!
هذا فيما يتعلق بالحالة العقلية، فماذا عن الحالة النفسية؟
العديد من الدراسات تربط بين الاكتئاب أو الرغبة في الانتحار، وبين التواجد لساعات طويلة على الهواتف الذكية، خاصة وسائل التواصل الإجتماعي لفترات طويلة، من جهة أخرى ربما يشعر بعض الأشخاص بدرجة من الرعب حينما تقترب بطاريات هواتفهم الذكية من النفاذ، أو حينما تنفذ باقة الإنترنت من الهاتف الذكي، وهو ما يعرف برهاب فقدان الهاتف الذكي ويعني توتر الشخص حينما لا يكون هاتفه الذكي بحوزته مثلاً.
الخلاصة، أن طفرة تكنولوجية حدثت وجعلت من “الهاتف الذكي” بطل يومياتنا الذي يستطيع القيام بكل المهام بدأً من قياس ضربات قلوبنا وضغط دمنا، إلى الجواب على أسئلتنا ومؤانسة وحدتنا وإرشادنا في أسفارنا، هذه الطفرة عقّدت علاقتنا به وجعلتنا لا نستطيع أن نفرق بين حاجتنا له والإدمان عليه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.