تعتبر الهوية الوطنية أحد أركان التماسك الاجتماعي والروابط القوية بين أفراد المجتمع. ومع ذلك، قد يواجه بعض الشباب تقصيرًا في حبهم واعتزازهم بالهوية الوطنية نتيجة للظروف الحالية التي يمرون بها. وهذا يشكل تحديًا يتطلب اهتمامًا وجهودًا مشتركة من الأفراد والمجتمع وخاصة دور الدولة.
تعد الظروف الحالية من أجواء الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، قد تؤثر سلبًا على الشباب وتزعزع حبهم واعتزازهم بالهوية الوطنية. قد يشعرون بالاستياء والإحباط تجاه الوضع الحالي وقد يفقدون الثقة في قدرة الدولة على حل المشكلات وتحقيق التقدم.
تلعب الدولة دورًا حاسمًا في حل تلك الأزمة وتعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب. يجب أن تبذل الدولة قصارى جهدها لتوفير البيئة المناسبة والفرص التعليمية والاقتصادية والثقافية التي تعزز حب الوطن والانتماء الوطني. ينبغي أن تكون الدولة على قدر المسؤولية في تقديم الدعم والتوجيه للشباب، وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الدولة أن تعمل على تعزيز الوعي الوطني لدى الشباب وتوفير الفرص لهم للتعرف على تاريخ الوطن وثقافته وتراثه. يجب أن يتم تعزيز القيم الوطنية والمواطنة النشطة من خلال المناهج التعليمية والأنشطة الثقافية والاجتماعية. يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام لتعزيز الوعي الوطني وتبادل القصص والتجارب الناجحة للشباب الذين يعبرون عن حبهم واعتزازهم بالهوية الوطنية.
الشباب هم بناة وحماة وقادة المستقبل، ولذلك يجب أن يتم بناء هذه الشريحة المهمة بناءً صحيًا على حب وفداء للهوية الوطنية. يجب أن يتم تشجيع الشباب على المشاركة الفعالة في الحياة العامةوتعزيز الانتماء الوطني والمسؤولية تجاه المجتمع. ينبغي توفير الفرص للشباب للمشاركة في العمل التطوعي والأنشطة الاجتماعية والسياسية، حيث يمكنهم أن يتعلموا قيم العمل الجماعي والتعاون والمساهمة في تحقيق التغيير الإيجابي.
في النهاية، يجب أن يكون هناك تركيز واضح على استثمار الجهود والموارد في بناء هوية وطنية قوية لدى الشباب. إن تقصير الهوية الوطنية لدى الشباب يشكل تحديًا يجب التصدي له من خلال توفير الدعم والتوجيه والفرص المناسبة. فالشباب هم أمل المستقبل وعلى الدولة أن تعمل على تحفيزهم وتمكينهم ليصبحوا روادًا وقادة في بناء مجتمعهم وتحقيق التنمية الشاملة
