سامح هليل يكتب | الاقتصاد أم السياسة من يحكم العالم الان؟

0

ظلت السياسة لعشرات السنين تتحكم فى قرارات الدول والشعوب وكان رجال السياسة هم نجوم المجتمعات ما بين الاحزاب والتكتلات والقوى الاجتماعية واصحاب المصالح وهناك شواهد كثيره الان تؤكد ان الاقتصاد صاحب الكلمة وسيد القرار وان العالم الان يخضع لسطوة الاقتصاد:-
اولا:- راس المال هو الذى يحرك السياسة الان ربما ذلك كان يحدث فى الخفاء فى فترات مضت ولكن راس المال الان يتدخل فى كل شىء يسقط حكومات ويتحكم فى العلاقات الدولية ويتحكم فى اسواق العملات والبورصة والاسعار.
ثانيا:- إن الدول الكبرى حكمت العالم بالموارد والاموال والانتاج والتحكم فى مصادر دخل الدول الاخرى إن امريكا تحكم العالم الان بالدولار وليس بحاملات الطائرات التى تجوب البحار ,فاصبح التاجر الان اكثر اهمية من السياسى لان التاجر يبيع الطعام والسياسى يبيع الشعارات والشعوب الان تريد الطعام والمال.
ثالثا :- حين اشتعلت الحرب بين روسيا واوكرانيا كان الاقتصاد صاحب الكلمة وبدء الصراع بين البترول والعقوبات الاقتصادية وقطعت روسيا الغاز وفرضت امريكا واوروبا العقوبات ولكن كانت هناك معارك اكثر تدور بين البنوك والمؤسسات والروبل والدولار ولم يستطيع السلاح حسم المعركة حتى الان بل ستبقى معارك المال والبترول والاقتصاد مفتوحة لسنوات واثبتت الحرب الروسيه الاوكرانية ان هناك حروبا جديدة وعلى العالم ان يستعد الان للحروب الاقتصادية الجديدة لانها اخطر ما يهدد حياة الانسان حين لا يجد الطعام ويموت دون اطلاق رصاصة واحدة.
رابعا:- ان العصر القادم سيكون عصر الاقتصاد وسوف تقف السياسة فى انتظار ما يميليه صاحب القرار الجديد وسوف تكون السياسة فى خدمة الاقتصاد .
يبقى السؤال ما هى نهاية المعارك بين روسيا واوكرانيا وما هو مستقبل الحرب الاقتصادية التى جعلت الاقتصاد صاحب الكلمة والقرار وهل تنتهى هذه المعارك بظهور منظومه جديدة تلغى واقع وحقيقة القطب الواحد وتسقط معها سطوة الدولار والهيمنة الاقتصادية ام ان العالم سوف يشهد واقعا جديدا لم يتحدد حتى الان.
على الدول النامية والفقيرة ان تلجأ الى قدراتها الحقيقية فى البشر والموارد حتى لا تواجه مصيرا غامضاً يهدد وجودها حيث اصبح العالم الان فى حاجة الى ان تستعين الشعوب بافضل الخبرات فيها لان التحديات اكبر بكثير من قدرات الافراد وامكاناتهم والتفكير فى حلول خارج الصندوق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.