شيماء الأشقر تكتب | الزيادة السكانية.. قضيه كل عصر

0

الزيادة السكانية أكبر تحدٍ يواجه الدولة المصرية ويهدد التنمية، وانتشار ظاهرة البطالة أبرز العوامل السلبية الناتجة عن الانفجار السكانى، لذلك التأثيرات السلبية التي يسببها التزايد الكبير في عدد السكان على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تقف عائقاً في تنمية المجتمع وازدهاره وذلك بسبب تأثيرها على إمكانية زيادة دخل الفرد الذي يقلل من نسب الادخار المرغوب به لغرض الاستثمار، كما يؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة في نفقات تقديم الخدمات الأساسية للأفراد في قطاعات الصحة والتعليم والمواصلات وغيرها وهو الأمر الذي يعد استنزافًا لموارد الدولة التي تعود تبعاً علي الفرد والمجتمع مما يكون حائلاً بينها وبين التقدّم المجتمعي.
من أكبر المشكلات التي تواجهها الدولة في الزيادة السكانيه وهو الزواج المبكر وهو الأكثر في المناطق الريفيه، حيث تبين ان النساء المتزوجات ( أكثر من ربع السيدات فى مصر) تزوجن قبل سن 18 سنة، وأن من تزوجن في هذه المرحلة العمرية لديهن في المتوسط أطفال أكثر من عدد الأطفال المنجبين لمن تزوجن في أعمار أكبر.
وهنا يمكننا أن نطرح تساؤل: هل من المُنصف أن يكون سن الزواج اقل من 18 عام كما في بعض المناطق !!؟
يجب رفع سن الزواج إلى 21 عاما حتى يكون الشباب قادرين على إقامة حياة زوجية رشيدة. وعلى الرغم من التطور الفكري والثقافي الذى شهده المجتمع المصرى على مدى عقود طويلة، إلا أنه مازالت تتحكم به أفكار ومعتقدات خاصة فى ريف مصر وصعيدها تؤكد على أهمية الأسرة التى يزداد عدد أبنائها باعتبارهم “العزوة والسند” والنظر إلى الأسر الصغيرة على أنها أسر ضعيفة، كما تتعلق هذه المعتقدات أيضا بأن الأسر الكبيرة يمكنها تشغيل أبنائها فى عمر مبكر وهو ما يمثل لهذه الأسر قوة اقتصادية حالية ومستقبلية.
لتحقيق توازن بين النمو السكاني والموارد المتاحة يتطلب جهوداً مشتركة ليست من الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدوليه فقط، بل علي الأفراد داخل المجتمع أيضاً لتقليل معدلات النمو السكاني وضبط توزيع الموارد، لذلك يجب على كل أسرة منذ نشأتها أن يسعى الأب والأم فيها إلى التفكير في نوعية الحياة التي سيقدمونها لأبنائهم، وبأعداد أبنائها ومصالحهم؛ لأن أول حل لمشكلة الزيادة السكانية خاصة في الدول النامية يبدأ من قناعة الأسرة نفسها؛ فبدلاً من السعي إلى إنجاب عدد كبير من الأفراد بهدف المباهاة والفخر بأعدادهم، ينبغي السعي إلى الفخر بهم، وقد تمكنوا من تحقيق ما يرنون إليه في ظل أسرة وفرت لهم العيش الكريم بالتساوي مع أقرانهم.. ضوابط صحيحة، حياة أفضل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.